
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش توظيف الشاهد الشعري في التفسير اللغوي عند تاج القراء الكرماني (ت بعد 500هـ)في كتابه لباب التفاسير
كتب/ إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (توظيف الشاهد الشعري في التفسير اللغوي عند تاج القراء الكرماني ( ت بعد 500 هـ ) في كتابه لباب التفاسير ) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة (ختام اسماعيل حسين)، وأشرف عليها الأستاذ الدكتور عثمان رحمن حميد، إلى النظر في منهج تاج القراء الكرماني، وفي كيفية إيراد الشواهد الشعرية وتوظيفها في التفسير اللغوي لآيات القرآن الكريم وقراءاته.
توصلت الدراسة إلى أن الكرماني في كتابه لباب التفاسير التزم في منهج يكاد ان يكون موحداً في ذكر الآية القرآنية او القراءات ثم الشروع في تفسير اللفظة من خلال بيان رأيه، وذكر اراء المفسرين على ذلك، ثم يستدل بعد ذلك كله بشواهد شعرية، كما أنه يوظف كثيراً من الشواهد الشعرية في تفسير قضايا اللغة من صوتٍ وصرفٍ ودلالةٍ ومعجمٍ ونحوٍ، ولم ينسب معظم الابيات الشعرية الى اصحابها، وتارة يذكر الشاعر مع شعره، وتارة يذكر ذلك بقوله قال الشاعر، وأشرت الدراسة وجود علاقة قائمة بين لغة القرآن الكريم ولغة الشعر التي وظفها الكرماني، إذ اعطى التوظيف معرفة علمية لبيان الالفاظ والمعاني القرآنية فهو يستعين بالشاهد الشعري على ايضاح معاني الآيات القرآنية.
بينت الدراسة أن اسلوب الكرماني كان واضحاً وكان يعمد الى الايجاز والاختصار وقد امتاز بدقة الفهم وحسن الاستنباط جامعاً في تفسيرهِ اقوال الائمة وعلماء الامة الذين اهتموا بعلوم القرآن الكريم ومعانيه وتفسيرهِ، وقد وظف عدداً من الشواهد الشعرية وهو يفسر قضايا صوتية معينة كالهمز والإدغام وغير ذلك، وقد وجدنا ثمة علاقة بين تفسيره الصوتي للفظة القرآنية والشاهد الشعري الذي وظفه الكرماني على ذلك، كما أفاد الكرماني كثيراً وهو يوظف الشاهد الشعري في تفسير عدد من القضايا الصرفية وخير مثال على ذلك ما ذكره بخصوص لفظة (نُسَبَّحُ) وانه مصدر ترك اكتفاء فعلهُ بـ (سبحَ – تسبيحاً) وقد أفاد من قول الأعشى الذي وردت فيه اللفظة نفسها.
أكدت الدراسة توظيف الشاهد الشعري ورد كثيراً عند الكرماني في الجانب الدلالي لآيات القرآن الكريم وقد رأينا ذلك واضحاً عند الكرماني وهو يذكر ظواهر دلالية كالمشترك اللفظي والاضداد والترادف وغيره فضلاً عن توظيفه للشاهد الشعري في بيان دلالة الالفاظ المعجمية، ووظف الكرماني شواهد شعرية في تفسيرهِ النحوي للآيات القرآنية، إذ كان التوظيف شاملاً لأحوال الاسم والفعل والادوات، وقد وجدناه يولي عناية واضحة بالشاهد الشعري ليربط بينه وبين ما فسره نحوياً.


