كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش شعر الصنوبري – دراسة في ضوء علم المعاني
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش شعر الصنوبري – دراسة في ضوء علم المعاني
كتب / إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (شعر الصنوبري – دراسة في ضوء علم المعاني ) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة فيحاء محمد عبد ، وأشرف عليها الأستاذ المساعد الدكتور باسم محمد ابراهيم ، الى دراسة شعر الصنوبري في ضوء علم المعاني .
توصلت الدراسة الى استنتاجات عدة كان من أبرزها إن شعر وصف الطبيعة امتزج بنَفس الشاعر المحبّة للحياة، ومباهجها وصورها الملونة، التي تعالقت بمقاصد الشاعر وأغراضه الشعرية، فنتج عنها معاني كثيرة، تساوقت بعفوية دون تكلّف في سياق شعر الصنوبري، الذي عُرِفَ بأنّه (شاعر الطبيعة العباسي). وقد اتّسم شعر الصنوبري بالرقّة ونُبل العاطفة، بوصفه شاعرًا ذا إحساس يتأثّر بمشاهداته، فيؤثّر تلقائيًا على مشاعر المتلقّي وإحساسه ، وتظافرت البنية التركيبية المتمثّلة بالجملة الخبرية بأضربها الثلاثة، مع فكرة النصّ الشعري التي كان من أبرزها تعزيز تلك الفكرة وترسيخها في ذهن المتلقّي، في محاولة جادة للتأثير في نفس المتلقي ووجدانه.
أكّدت الدراسة إن البناء الفنّي لقصيدة الصنوبريّ أكد تواصله مع بيئته مؤثرة فيه على نحوٍ يبعث على رسم صور شعرية ناطقة حيّة، في بنى ناطقة ايضًا، أدّى فيها عنصر التشخيص أثرًا فاعلًا تواءم مع السياق التركيبيّ للعبارة الشعريّة التي تضمّنت انزياحا بوساطة متغير التقديم والتأخير على وجه الخصوص. وقد هدف نصّ الصنوبريّ إلى إثراء ذهن المتلقّي، بالصور المبتكرة، وبعثه على التأمل والإيحاء بوساطة مداعبة مخيّلته لاستكشاف معانٍ جديدة تمخّضت في سياق موضوعات الإنشاء الطلبيّ من مثل: الأمر، والنهي، والاستفهام، النداء، التمنّي ، وشكّلت صور الإطناب في عبارة الشاعر مظهرًا فنيًا بارزًا أفصح عن معانٍ مفيدة تطلّبها السياق، وحال المتلقّي موائمة لغرض الشاعر عبر قصيدة منه.
بينت الدراسة إن الخطاب الشعريّ الصنوبريّ تمظهر في فضاءات متنوعة من البنى التركيبيّة تلبية لأفكار أراد توصيلها إلى المتلقّي بدقة وتفصيل مجسّدًا فكرة وصفية، أو غزليّة، أو مدحًا، ارتبطت بنفس الشاعر وطموحاته وأحلامه. وقد حاولت الدراسة استجلاء المعاني الثانية التي انطوى عليها شعر الصنوبريّ في تمثّلاته التركيبيّة في موضوعات استقصتها الباحثة، بوساطة استقراء سياق شعر الشاعر، فكان لموضوعات الطلب الحظّ الأوفر في إبراز تلك المعاني، التي سميت ايضًا عند عبد القاهر (معنى المعنى). ظهرت تمثّلات طرائق القصر لدى الصنوبريّ، مُؤسّسةً لمعيار دلاليّ، يستند فيه الشاعر إلى تقرير الفكرة، والمبالغة في رسم صورة المعنى الذي قصده، ولعلّنا نُدرك ذلك الأثر الدلاليّ في سياق بنية الإطناب، التي تضافرت مع القصر، حتّى التحما في بنية واحدة، أطلقنا عليها البنية التقريريّة.