كتب/ إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (صورة بغداد في الرواية العربية ) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة سماح طالب محمود ، وأشرف عليها الأستاذ الدكتورة وسن عبد المنعم ياسين ، إلى الكشف عن صورة بغداد في مخيلة الروائي العربي ورؤاه، ورصد تلك الرؤى والتصورات وما تحمله من ثيم وشفرات، لصورة المدينة(بغداد) .
بينت الدراسة أنّ مفهوم الصور ولجيا، يبحث في الذات والأخر والهوية، والأدب الكولونيالي، بذلك يُعد ضمن الدراسات الثقافية، وربطها بواقع المجتمع، فضلاً عن بحثها في أدب الرحلة والتمثلات الثقافية، التي تسهم في إبراز صور المجتمع، ولقد بينت الدراسة مكانة (بغداد) العلمية والأدبية والحضارية، بما امتلكته من مؤهلات جعلتها مركز إشعاعٍ حضاري ومنها الطابع المديني، وبذلك أصبحت حاضة لحركية الفضاء الروائي، إذ جذبت نظر أقلام الكتّاب لتكون مادة خصبة لنتاجاتهم، إذ امتازت بالتراث الشعبي والأسطوري والتاريخي والديني، مما يضفي المتعة والجمالية للسرد .وهذا ما رصدناه في مجمل الروايات، التي كانت عينة الدراسة ونخص منها رواية (معبد ينجح في بغداد) بما فيها من ثيم التناص في المعنى بين ماضي بغداد وحاضرها لتمرير فكرة التمزق والأسى في اختلاف الأخوة، وتوظيف التناصات الشعرية التي استعارها ونصصها الكاتب “رشيد الضعيف” فوظف نصوصاً من الأغاني الشامية الفولكلورية مع التصرف بها.
كشفت الدراسة عن الربط التاريخي والحضاري والثقافي بين حضارة الأندلس مهد الحضارة العربية الإسلامية في الغرب، وبين حضارة الشرق “بغداد” وصورة الدمار والانهيار، بين تلك العصور وربط ماضيها المشرق، وتحوله الى ماضٍ متمزق بـ الحاضر المؤلم لبغداد، ومحاولة طمس هويتها والغاء وجودها، وذلك في ضرورة الوقوف ومراجعة التاريخ العربي كما صوره ابن المقفع فرواية (دم الثور) هي نداء للتفكير في كرامتنا ووجودنا الحاضر في مراجعة التاريخ الثقافي، في مقاومة الظلم وتطبيق العدل وتمجيد لقيم الحوار، والتعايش من دون التأثير في المخاض السياسي، وقد بينت مكانة بغداد الثقافية الحضارية والأدبية العملية بما امتلكته من مؤهلات، أصبحت بموجبها حاضنة تقصدها جميع الأمم، وهذا ما انكشف في رواية “معبد ينجح في بغداد” حين ربطت بين الماضي والحاضر, وركزت بعض الروايات على التحولات لما بعد ٢٠٠٣ وما آلت اليه الحرب من التمزق والطائفية والاقتتال الداخلي، وشيوع بعض الثقافات والأيدولوجيات الدخيلة على بنية المجتمع العراقي. وكشفت عن صور المرأة العراقية، منها ما تمردت على التقاليد وانزلقت بشعارات الحرية واللجوء الى المحتل، والصورة المشرقة بوصفها امرأة قوية ، لها كيانها وهويتها، إذ شاركت بكثير من التجمعات والمحافل والمنظمات النسوية ، التي ترفع من قيمتها.