
كلية التربية للعلوم الانسانية تعقد ندوة علمية في الأدب الصوفي في الأندلس “النشأة والمؤثرات”
كتب/إعلام الكلية :عقد قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة ديالى ندوة علمية في الأدب الصوفي في الأندلس “النشأة والمؤثرات” .هدفت الندوة التي ناقش محاورها المدرس الدكتور عبدالله محمد عبدالله, الى التعريف بأبعاد الأدب الصوفي الأسلوبية والفكرية في الأندلس.سلطت الندوة الضوء على جانبين رئيسين في سيرورة الأدب الصوفي في بلاد الأندلس وهما : نشأة التصوف في الأندلس ، والآخر المؤثرات التي أسهمت في بلورة الفكر الصوفي وإشغاله حيزاً رحباً في الدراسات الأدبية الأندلسية, كما وجد التصوف طريقه إلى الأندلس منذ القرن الثاني الهجري من خلال اتصاله بحركة التصوف في الشمال الأفريقي أو عن طريق اتصاله بحركة التصوف القوية في المشرق الإسلامي ، إذ كانت حركة العلماء دؤوبة ولا تنقطع ، فكان من المتصوفة من يغادر الشام للإقامة في الأندلس ، وعلى شاكلتهم يقصد المتصوفة الأندلسيون المشرق ولاسيما شبه الجزيرة العربية لأداء فريضة الحج فيتصلون بالمتصوفة هناك ، بل وتتجاوز حدود الاتصال لتشمل العراق والشام وإيران .بينت الندوة أنه قد اشتهر الكثير من المتصوفة الأندلسيين الذين تركوا الأثر البارز في حركة التصوف على مرّ التأريخ ، مثل محيي الدين ابن عربي الذي لقب فيما بعد بالشيخ الأكبر ، وابن سبعين وابن عبّاد الرندي الذي شرح حكم ابن عطاء السكندري وأبي الحسن الششتري الذي وصفه لسان الدين بن الخطيب في الإحاطة بقوله :” عروس الفقراء وأمير المتجردين وبركة الأندلس ، لابس الخرقة ، أبو الحسن من أهل ششتر “, ويبدو أثر التصوف في الأدب الأندلسي واضحاً من خلال المؤثرات الروحية والفكرية والثقافية التي تركها في نفوس الأندلسيين ، حتى غداً جزءاً لا يتجزّأ من النسيج الفكري والثقافي للمجتمع آنذاك ، ومن جملة المؤثرات التي حفل بها الأدب الصوفي هي التأثير في السلطة الحاكمة ومناهضة طغيانهم وظلمهم من خلال اشتماله على منطق الثورة وتوظيف الطابع النقدي على المستوى السياسي والاجتماعي ، بل وتجاوز ذلك ليشمل التأسيس لرؤية تهدف إلى بعث مجتمع جديد يرتكز إلى قيم التسامح والعدالة والمساواة ورفض الطغيان . أوصت الندوة بضرورة الاطلاع على التراث الصوفي الذي تركه الأدباء الأندلسيون ، وهو ما يشكل علامة فارقة في الأدب العربي عموماً والأندلسي على وجه الخصوص ، فالبحث في التجربة الصوفية عندهم يفضي إلى قراءة الأفكار والتزود من الثقافة باختلاف أصولها وتوجهاتها ، وهو أمر يبعث في النفس التوق إلى اكتشاف ما خبأته الكتب من آثار وقيم روحية ومعنوية .


