كلية التربية للعلوم الانسانية تعقد ندوة عن دور الاعلام في دحر الارهاب
كلية التربية للعلوم الانسانية تعقد ندوة عن دور الاعلام في دحر الارهاب
برعاية السيد عميد كلية التربية للعلوم الانسانية الاستاذ المساعد الدكتور نصيف جاسم محمد الخفاجي ،عقدت شعبة التطوير والتعليم المستمر في الكلية وبالتنسيق مع اعلام الجامعة ، ندوة عن دور الاعلام في دحر الارهاب .
وتهدف الندوة التي القى محاورها مدير الاعلام والعلاقات العامة في جامعة ديالى المدرس المساعد ( علي عبد الحسين ) ، الى تسليط الضوء على دور الاعلام في دحر الارهاب ، اذ يلعب الاعلام دورا هاما ومؤثرا في توجهات الرأي العام واتجاهاته وصياغة مواقفه وسلوكياته من خلال الاخبار والمعلومات التي تزوده وسائل الاعلام المختلفة حيث لا يستطيع شخص تكوين موقف معين وتبني فكرة معينة الا من خلال المعلومات والبيانات التي يتم توفيرها له , ما يؤكد قدرة الاعلام بكافة صوره واشكاله على احداث تغييرات في المفاهيم والممارسات الفردية والمجتمعية عن طريق تعميم المعرفة والتوعية والتنوير وتكوين الرأي ونشر المعلومات والقضايا المختلفة , وفي الوقت الذي اصبحت فيه وسائل الاعلام جزء اساسي من حياة الشعوب والمجتمعات .
واكد مدير اعلام الجامعة ان الاعلام اصبح لغة عصرية وحضارية لا يمكن الاستغناء عنها او تجاهلها مما يتطلب فهمها واستيعابها من خلال اختلاف مقوماتها وعناصرها ومواكبة التطورات التي تشهدها وسائله المختلفة , حيث تعددت ادوات الاعلام وتنوعت واصبحت اكثر قدرة على الاستجابة للظروف والتحديات التي يفرضها الواقع الاعلامي .
واوضح ان الاعلام لا يستطيع تحقيق اهدافه ومقاصده ، الا حين تتكامل جهوده مع باقي المؤسسات الاعلامية والاجتماعية والتربوية وغيرها , وهذا ينسحب على الاعلام والامن ، اذ ان بدون اعلام مخطط له لن يكون هنالك امن حقيقي والعكس صحيح , مشيرا الى ان للأعلام الامني دور مهم في بناء الامن الوطني للدولة وفي تخطيط استراتيجيتها , وهو دور يقوم على اساس التفاعل مع التحديات والتهديدات الموجهة للأمن الوطني , لذا اصبح للأعلام الامني دور مؤثر في مواجهة مشاكل وقضايا المجتمع من خلال مناقشة هذه القضايا اعلاميا مع وضع الحلول المناسبة لها , ويؤدي الاعلام الامني دورا ايجابيا سليما يساهم في الحفاظ على امن الدولة اذا تم تطبيقه ضمن خطط مدروسة .
واشار الى ان للأعلام دور في التوعية المجتمعية التي توضح تأثير الاعلام المضاد والمعادي وتأثيره على المتلقي , من خلال زيادة الشعور بالانتماء للوطن ، وامداد الفرد بالمعلومات واستحداث اراء لدى افراد المجتمع , ومساعيه لتغيير اتجاه الفرد المضللة ورفع الوعي بين الجمعيات الاهلية , وزيادة وعي المواطن اتجاه المخاطر المحدقة به والمؤثرة على محيطه الاجتماعي .مشيرا الى ان الاعلام الامني دور كبير في محاصرة والقضاء على ظاهرة الارهاب ،اذ ان هذه الظاهرة تحظى باهتمام الشعوب والحكومات في شتى انحاء العالم لما لها من اثار خطيرة على امن الدول واستقرارها بعد ان فضح الاعلام هذه الظاهرة الاجرامية المنظمة التي تهدف الى خلق جو عام من الخوف والرعب والتهديد ، باستخدام العنف ضد الافراد والممتلكات , وانها ظاهرة خطيرة تهدف الى زعزعة استقرار المجتمعات والتأثير في اوضاعها السياسية وضرب اقتصادياتها الوطنية عن طريق قتل الابرياء وخلق حالة من الفوضى العارمة , بهدف تضخيم الاعمال الارهابية واثارها التدميرية في المجتمع , بما يتناسب مع القاسم المشترك الذي امكن التوافق عليه بين تعريفات الارهاب المختلفة .
وتوصلت الندوة ان التعاطي مع الاحداث و متابعتها اعلاميا يجب ان يتم وفق ضوابط مهنية ومعايير اخلاقية وانسانية ، تراعي ظروف المجتمع ومزاج الرأي العام , ويجب توظيف الاعلام بشكل هادف وعلى نحو يجعله قادرا على التعبير الموضوعي عن القضايا المختلفة من خلال تغطية منهجية بعيدا عن العفوية والارتجال , وعلى الاعلام ان يتصدى لأجواء الفوضى والترويع ومحاربة الشائعات المغرضة التي تثير خوف الرأي العام وتؤلبه ضد السلطات المحلية بحجة عجزها عن حماية امنه ومواجهة وسائل الاعلام الارهابيين المختلفة التي تستخدم وسائل متعددة لتسويق اغراضهم وغاياتهم الاجرامية وتوظيفها في تضليل الاجهزة الامنية واكتساب السيطرة على الرأي العام عن طريق نشر العمليات الارهابية على اعتبار ان الحملات الإعلامية التي تغطي هذه العمليات تساعد على تحقيق واستكمال اهداف الارهابيين لدرجة ان البعض اعتبر العمل الارهابي الذي لا ترافقه تغطية اعلامية عملا فاشلا , وعلى الاعلام الوطني ان يتصدى لاستغلال الارهاب للأعلام لترويج لأفكاره الارهابية , وعلى الاعلام الامني ان يقوم بتحطيم قدرات المنظمات الارهابية الرامية لتطويع الاعلام والاستفادة من ثورة الاتصالات المتقدمة في تنفيذ عملياتها واجندتها ومخططاتها الاجرامية , والحد من حضور تلك المنظمات الارهابية على شبكة الانترنت وغيرها من وسائط المعلوماتية .
وقدمت الندوة عدة توصيات لتعزيز دور الاعلام في مكافحة الارهاب ودحره ، منها تعزيز اهمية البعد الاعلامي وضرورة تفعيل الدور الذي تلعبه وسائل الاعلام في مواجهة المنظمات الارهابية وجرائمها , والتأثير على الناس وتصحيح افكارهم وقناعاتهم بأساليب متعددة ومتنوعة من خلال مقاومة الفكر المتطرف والحيلولة دون تمكينه من التأثير في الرأي العام وتحديدا في شريحة الشباب ، ليسهل محاصرته ومن ثم تصفيته , فضلا عن تبني استراتيجية شاملة لتعزيز ثقافة الحوار ونبذ ثقافة العنف , وضرورة اعادة النظر في مضامين العمل الصحفي والاعلامي واستبدالها بمضامين جديدة تركز على معالجة انتشار ظاهرة الارهاب والعنف , والتصدي لوسائل الاعلام التي تمارس ادوارا تحريضية مدمرة تهدف الى التأثير في عقول الشباب وتهديد امن الشعوب والمجتمعات والتصدي للمعلومات الهدامة التي تنشر على شبكة الانترنت ومعالجتها من خلال التشريعات الكفيلة بأغلاق هذه المواقع التي تروج للعنف والافكار المتطرفة , فضلا عن اقامة مركز او جهة حكومية رسمية مركزية لتوحيد الخطاب الاعلامي لرفع مستوى نوعية التوعية والتوجيه الاعلامي الممنهج للمعلومات عن الارهاب , واقامة دورات تدريبية مشتركة بين ممثلي الجهات الرسمية وممثلي الاعلام للتدريب على كيفية التعامل مع الحوارات الارهابية , والابتعاد عن الاثارة في طريقة نشر الاخبار المتعلقة بالأحداث الارهابية مع اخذ الحيطة والحذر والامتناع عن عرض او وصف الجرائم الارهابية بكافة اشكالها , واوصت الندوة بضرورة تشكيل فريق من الخبراء الدوليين في مجال الاعلام لبحث سبل التوعية الاعلامية المشتركة , تمكينا للأعلام الدولي من بناء قاعدة عريضة من الراي العام الدولي يحاصر الارهاب فكرا او جريمة وتعزيزا للجهود الرامية للقضاء عليه .
نشر : م. مترجم: زينة فيصل ياسين| بقلم: اعلام الكلية