كلية التربية للعلوم الانسانية تعقد ندوة في أثر الجامعة في تنمية المجتمع معرفياً
كلية التربية للعلوم الانسانية تعقد ندوة في أثر الجامعة في تنمية المجتمع معرفياً
كتب/إعلام الكلية:
عقد قسم العلوم التربوية والنفسية في كلية التربية للعلوم الانسانية ندوة في أثر الجامعة في تنمية المجتمع معرفياً .
وركزت الندوة التي أدار محاورها الاستاذ الدكتور هيثم احمد الزبيدي على أثر الجامعة في تنمية المجتمع معرفياً لما تشكله هذه العلاقة من أهمية وفعالية مستمرة وسعة مترامية الأطراف في علاقة الجامعة مع حياة المجتمعات والشعوب ‘ وقد عرفت الجامعة على أنها المؤسسة التي تنبع منها المعارف والأفكار والاتجاهات في شتى الحياة البشرية ، فضلاً عن انها مواضع تجتمع فيها خبرات الأجيال منذ بداية التاريخ البشري حتى يومنا هذا ، تملى فكرة الجامعة هذه على مؤسساتها أهدافاً في منتهى الأهمية في حياة المجتمع الإنساني .
وبينت الندوة ان الجامعة يجب أن تكون طليعة المجتمع ، ومركز الثقل ، ومنبر الحوار للمعرفة العلمية والإنسانية ، وعلى الجامعة ان تأخذ دوراً قيادياً في طرح الاتجاهات الفكرية المختلفة كي تتفاعل في محاور موضوعية تسفر عنها نتائج قد تكون ايجابية تأخذها بيد المجتمع نحو الرقي الروحي والمادي ، فضلاً عن ان الجامعة تعد مربية للأجيال وإعداده لخدمة المجتمع .
واشارت الندوة الى ان للجامعة أثر اجتماعي غير أن هذا الأثر اختلف في طبيعته ومضمونه وحدوده باختلاف العصور والمجتمعات وليس غريباً إن يختلف دور الجامعة في طبيعته ومضمونه وحدوده باختلاف الزمان والمكان ، اذ كانت الجامعة مستودعاً لبعض الأفكار والمعارف الدينية التي تمثل خلاصة خبرة المجتمع وتتناول أهم إسراره ومقدساته التي كانت وقفاً أو احتكاراً لفئة من الناس وهم أبناء الحكام على شاكلتهم أو يتصل بهم ، اذ كانت الجامعات بهذه الصورة وما يسبقها من مدارس وسيلة لحفظ عناصر بعينها من التراث الثقافي وإدامتها واستمرارها وأداة تمكين طبقة بعينها.
واكدت الندوة ان للجامعات وظائف رئيسية تعبر عن أثرها في تنمية المجتمع , أهمها تنمية وتأسيس المعرفة المتقدمة ونشرها ، وإعداد الكفاءات اللازمة للمجتمع في شتى التخصصات على المستـوى العالي ، والبحث العلمي ، ومتابعة الخريجين وتدريبهم في مجالات الخبرة والمعرفة الجديدة رفعاً لمستواهم ، وتقديم الخدمات المباشرة للمحيط وللمؤسسات المختلفة .
وأوضحت الندوة ان الجامعات لا تتحول تلقائياً إلى أقوى ايجابية في التغير الاجتماعي أو بناء المجتمعات وحتى إذا تغيرت الظروف الاجتماعية أو الاقتصادية آو السياسية أو أنذرت بتغير فأن ذلك لا يعني بالضرورة أن الجامعات تتغير في اتجاه هذه الظروف ومن اجل خدمتها والمعروف من أهم مشكلات التعليم كنظام اجتماعي أن المجتمع قد يتغير من حوله ومع ذلك فأنه أي التعليم يظل قائماً متبدلاً أما التغيير أو رافضاً له وهو ما يعرف بالتخلف الثقافي أو التربوي أنما يشرع التعليم في الاستجابة في التغير من حوله بل انه قد يقود التغير الذي تهيأت له عوامل التغير من داخله في اتجاهات التغير من حوله أو المطلوب من حوله وإذا كان هذا هو المنطق التغير في تعليم عامة وفي تحويله إلى قوة في التغير الاجتماعي فأنه بالذات منطق التعليم العالي والتعليم الجامعي بخاصة في التعليم الجامعي باعتباره صانع اعلى مستوى ثقافي من البشر باعتبار أستاذه والمشتغلين فيه في أعلى قدرة ومهارة في المجتمع ليس له من صانع ألا ذاته أن يصنع نفسه بنفسه في الوقت الذي يصنع فيها غيره أو يطالب بصنع هذا وما لم يعي التعليم الجامعي ذاته ويجدد نفسه بنفسه وتتوافر له من داخله عوامل متغيرة فأنه من غير الممكن أن يصبح قوة ايجابية في التغير والبناء ، ولقد أصبحت الجامعات العراقية موضوع اسئلة عديدة يرددها الأساتذة والطلاب أنفسهم عن موقف الجامعة من التغيرات الاجتماعية الناتجة عن التصنيع والمتأثرة بالتقدم العلمي والتكنولوجي .