محاضرة علمية
استضاف قسم التاريخ في كلية التربية للعلوم الإنسانية يوم الثلاثاء الموافق 3/12/2013الاستاذ الدكتور صادق حسن السوداني في محاضرة علمية بعنوان (قراءة في الدستور الأمريكي ) حضرها جمع من الاساتذة والطلبة تناول فيها الاستاذ الضيف نبذة عن تاريخ الولايات المتحدة الامريكية وعاصمتها واشنطن ( Washington DC ) ، قبل الدخول في طريقة إعداد الدستور الأمريكي والتي واجهت بعض الصعوبات في التوفيق بين مصالح الولايات المختلفة والرغبة في تقوية السلطة المركزية الاتحادية، هذا فضلاً عن تناول (مشروع فرجينيا) الذي قدمه ماديسون المعروف بـ(أبوالدستور الجديد) ومشروع نيوجرسي مجلسان ، الذي مثل مصالح الولايات الصغيرة آنذاك، كما أكد المحاضر الكريم على إن الأفكار السياسية التي نادى بها عدد من عمالقة الفكر السياسي الأوروبي أمثال (جون لوك) و(مونتيسكيو) و(جان جاك روسو) و(فوليتر) كان لها الأثر الواضح في وثيقة الولايات المتحدة الأمريكية ودستورها الذي تم اقراره في 17 أيلول 1789 بعد عمل شاق وجهود بذلت ومناقشات ساهم فيها عدد من ألمع نجوم السياسة الأمريكية آنذاك يقف في مقدمتهم (جورج واشنطن) و(توماس جيفرسون) و(جون آدمز) و(فرانلكين) وغيرهم . فأقام الدستور الامريكي حكومة فيدرالية قوية دون إن يقضي على الكيانات الموجودة مع إعطاء السلطات الفيدرالية الصلاحيات الكبرى العائدة للمصالح المشتركة بين الأعضاء كالضرائب والأمن العام والدفاع والشؤون الخارجية فضلاً عن الاقتصاد العام والجمارك والنقد والتجارة الدولية.
استعرض الاستاذ المحاضر طبيعة وشكل الحكومات الفيدرالية مركزاً علىالسلطة التنفيذية التي وضعت بيد رئيس الجمهورية المسؤول أمام الشعب والسلطة التشريعية التي انيطت بموجب المادة الأولى من الدستور بمجلس الكونجرس الذي تألف من مجلسين الاول الممثلين(النواب) والثاني الشيوخ، فضلاً عن السلطة القضائية التي مارستها المحكمة العليا والمحاكم الفدرالية الأدنى .
كما اجرى الاستاذ الضيف مقارنة بين بعض بنود الدستور الامريكي وبنود الدستورالعراقي الجديد معرجاً على بعض المواقف والبنود التي يمكن الاستفادة منها دون إن يخفي الملامح الاستعمارية والسبل الدبلوماسية للسياسة الامريكية تجاه الشعوب الاخرى ، وتناول المحاضروبأسلوب شيق للغاية محتويات الدستور الامريكي ومواده التي لم تهد السبع مواد في حينها إلا انه كانت في غاية الأهمية مع الاتفاق على جعله قابلاً للتعديل ضمن شروط محددة ، وفعلاً دخل عليه منذ تنفيذه حتى مدة قريبة حوالي سبعة وعشرين تعديلاً فقط اقتضتها ضرورات تطور الحياة الامريكية.
وفي نهاية المحاضرة التي حضرها المساعد العلمي لرئيس الجامعة وعدد من عمداء الكليات ، وجهت أسئلة عديدة للمحاضر وأجاب عليها الضيف الكريم بأسلوبه الرائع ودقته المعهودة ولغته الفصيحةالممزوجة بالكثير من المصطلحات الاجنبية المهمة وفي الختام كرم عميد كلية التربية للعلوم الإنسانية أ.م.د. (( نصيف جاسم محمد الخفاجي )) الضيف درع الجامعة وشهادة تقديرية وكتاب شكر وتقدير، في الوقت الذي أهدى عدد من أساتذة قسم التاريخ مؤلفاتهم للضيف الكريم .