
اطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش البحث الدلالي في كتب معجمات المصطلحات العامة من القرن (4 – 11) هـ
اطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش البحث الدلالي في كتب معجمات المصطلحات العامة من القرن (4 – 11) هـ
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (البحث الدلالي في كتب معجمات المصطلحات العامة من القرن الرابع الهجري حتى القرن الحادي عشر الهجري ) .
وتهدف الدراسة التي تقدم بها الطالب ( عصام نجم عبد ) ، وأشرف عليها الاستاذ الدكتور ( ابراهيم رحمن حميد ) ، الى البحث في معجمات مختصّة بمصطلحات مجموعة من العلوم ، وهذه المعجمات تناولت مصطلحات العلوم المختلفة التي عرفتها الحضارة الإسلامية ، ودوّنتها بالّلسان العربي ، وعُرِفت باسم (معجمات المصطلحات العامة) .
وتوصلت الدراسة الى عدة استنتاجات كان من ابرزها وضوح رؤية أصحاب معجمات المصطلحات العامة لمفهوم المصطلح ، ولا سيّما أنّنا لا نجد أيّ إضافة من المعاصرين على مفهومهم للمصطلح ، وتأكّد نسبة معجم مقاليد العلوم في الحدود والرسوم إلى الشريف الجرجاني، وذلك من خلال القرائن الببليوجرافيا، وكونه معجماً مستقلاً في المادّة والترتيب، وليس تأليفًا ثانيًا مخالفًا في منهج الترتيب لمعجم التعريفات ــ كما ذهب إلى ذلك البعض ، وتجلّي انقسام أصحاب معجمات المصطلحات العامّة في مناهجهم على فريقين، الأول: اعتمد الفريق الأول الترتيب الموضوعيّ بشقّيه المصنّف وغير المصنّف، ويندرج تحت هذا التقسيم معجمات (مفاتيح العلوم، والحدود والفروق، ومقاليد العلوم في الحدود والرّسوم ، والنُقاية)، والفريق الآخر: اعتمد الترتيب الألفبائي، وبخاصة (الألفبائي التقليدي النهائي غير الجذري)، ويندرج تحت هذا التقسيم كلّ من (التعريفات، والتعريفات والاصطلاحات، والتوقيف على مهمات التعاريف، والكليّات).
وبينت الدراسة ان انتصار الترتيب (الألفبائي) على الترتيب (الموضوعي ــ بشقّيه المصنّف وغير المصنّف)ــ ؛ ذلك أنّ معجمات الترتيب الألفبائي نالت من القبول والانتشار ما لم تنله معجمات الترتيب الموضوعي، ومرد ذلك إلى سهولة تناول المصطلحات في معجمات هذا الضرب من الترتيب على الرغم من كبر حجمها إذا ما قورنت بمعجمات الترتيب الموضوعي ، وتعرّض معجمات الترتيب (الألفبائي) ــ على الرغم من مقبوليتها وانتشارها ، واتّخاذ أصحاب معجمات المصطلحات العامّة وسائل شتّى بغية الوصول إلى كشف المعنى، منها ما كان مستعملًا عند من سبقهم، كالاحتجاج بالشواهد اللغوية التي شملت بعد القرآن الكريم وقراءاته: الحديث النبوي الشريف، وأقوال الصحابة، والتابعين (رضوان الله تعالى عليهم)، والأمثال، والأشعار، والشرح بالتعريف الذي يشمل: التعريف المنطقي، والتعريف الوظيفي، والتعريف الشكلي، والتعريف التشبيهي، والتعريف الهجين، فضلًا عن الشواهد الصوتيّة.
واوضحت الدراسة ان أصحاب معجمات المصطلحات العامة اغفلوا نسبة كثيرٍ من الشواهد الشعرية والنثرية إلى قائليها، مع عدم الالتزام بعصور الاحتجاج التي حدّدها اللغويّون من قبل، فقد احتجّوا بشعر بشار بن بُرد، وأبي تمّام، وابن الروميّ، والبُحتري، والمتنبّي، وأبي العلاء المعريّ، وغيرهم، ويرجع عدم الالتزام هذا إلى أنّ أصحاب هذه المعجمات لم يستعملوا الشاهد اللغويّ من قبيل الاحتجاج بورود كلمة أو تعبير ما في كلام العرب، فهذا ليس هدفهم، إنّما يهدفون إلى توضيح دلالة المصطلح، أو التمثيل له بتلك الشواهد ، والكشف عن توهّم بعض الباحثين في ذهابهم إلى أنّ أوّل من استعمل الرسوم والجداول في المعجم هو الفرنسي (فوربيير) في عام 1868م؛ إذ وجدنا أنّ من أصحاب معجمات المصطلحات العامّة من استعمل الشواهد الصورية .
نشر : م. مترجم: زينة فيصل ياسين| بقلم: اعلام الكلية