اطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش أثر ابن تمام والبحتري والمتنبي في شعر الجواهري
اطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش أثر ابن تمام والبحتري والمتنبي في شعر الجواهري
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ ( أثر ابن تمام والبحتري والمتنبي في شعر الجواهري ) .
وتهدف الدراسة التي تقدم بها الطالب ( صندل سلمان ابراهيم ) ، إلى رصدِ أثرَ أبي تمام ، والبحتري ، والمتنبي في شعر الجواهري فكراً وفنّاً ، والسعي إلى الربط بين عالمَين (العصر العباسي/ التراث) ، و(العصر الحديث/ المعاصرة) ، والتركيز على (التّأثر والتّأثير) دون (الّتناص أو الّتضمين أو السّرقات الأدبيّة) .
وتوصلت الدراسة الى عدة استنتاجات كان من اهمها إنّ المتنبي كان له النصيب الاكبر في التأثيـــــــــر الجواهري فكــــراً وفنّاً ، وأنّ تأثير هؤلاء الشعراء على الجواهري قد تركّز على توظيفه الـ(أنا) الظاهرة المقترنة بالآخر , وقد ازدادت هذه النسبة في شعره مقارنةً بالـ (أنا) المضمرة أو الايجابيّة البعيدة عن تأثيرات الآخر؛ لأنّ الآخر كان لهُ دور كبير في استثــــــــارة الجواهري , وهو من تأثيرات المتنبي الذي كان صِداميّاً في مواقفــــــــه مع الآخر ولاسيما النقّاد المدفوعين, كما ورِثَ الجواهري من هؤلاء الشعراء سمات التمرّد والثورة والكبرياء ، وأنّ الجواهري كان شديد التأثّـــــــر بالمتنبي , إذ سيطرت عليهما الغربة المكانيّة والزمانيّة , وكانا يشعران بأنّهما غريبان عن الناس والمجتمع لتفرّدهما وعدم وجود من يشبههما (على حدّ زعمهما).
واكدت الدراسة ان أحاسيس القلق والتشاؤم والحزن والشّكـــوى من الدهر / الزمن, ومن الناس, قد استقرّت في البناء الفكري للجواهري عبر تأثّره الواضــــح بأبي تمام والبحتري والمتنبي , حتى راح يستعمــل تقنيّات فنيّة تحاول مدّ الزمن واطالته ، وأنّ الجواهري مالَ نحو استعمــال المطالع المباشرة , وفي خاتمة القصيدة تأثّر الجواهري بأبي تمام في تصاعد وتيـــــــــرة ذاتيّة الشاعر متفاخرا بذاته وشعره , وتأثّر بالمتنبي بأن اختتــــــم أغلب قصائده بحكمةٍ أو مثلٍ مشهور , وأنّ شعر الجواهري قد اتّســـم بالتّفكّك وعدم التّرابط في بداية مشواره الشّعــــــــري, لكنّه تطوّر بعد مرحلة النضج والتّحوّل الابداعي حتى اتّسمت قصائــــــدهُ بالوحدة العضوية والموضوعية والفنيّة والنفسيّة وكانت شديدة الانســــجام والتّرابط , وقد ظهرت تأثيرات أبي تمام والمتنبي في شعره قد تجلّـــــــت في توظيفه البيت المستقل دلاليّاً , أمّا أثر البحتري فقد ظهر في توظيــــف الجواهري (التّضمين) أي عدم اكتمال معنى الصدر الّا بعد قــــــــــراءة العجز , أو عدم اكتمال معنى البيت الّا بالذي يليه , وهذا ما جعــل أغلب النّقاد يذهبون مع الرأي القائل أنّ نسج الجواهري هو نسجٌ بحتري , ولكن دون أن يقوموا بتحديد الشواهد وبيان المواضع .
وبينت الدراسة أنّ الجواهري قد تأثّر بأساليب هؤلاء الشعراء في استعماله الالفاظ المعجميّة وبعــــث الروح فيها , واستعماله جموعا غريبة لم تألفها العربية , وفي بنائـــــــه الاسلوبي فقد تحوّل من بناء الجُمل معتمدا على الفعليّة – في بداياته – الى البناء بالاعتماد على الجمل الأسميّة – بعد مرحلة النضج – متأثّرا بأساليب أبي تمام والبحتري والمتنبي ، وأنّ الجواهري كان شديد التأثّر بموسيقى هؤلاء الشعراء وقد ظهر ذلك في معارضاته واستعماله التصريع والتقسيم وغير ذلك من التلوينـــــــات الموسيقية بالطريقة نفسها التي استعملها هؤلاء الشعراء من قبله , كما انّ القافيه عند الجواهري كانت تحمل بصمة هؤلاء الشعـــــــراء من خلال استحضاره الكثير من مفرداتهم وتراكيبهم متّخذا منها قافية لقصائده .