تدريسي من كلية التربية للعلوم الإنسانية ينشر دراسة في المجلة الثقافية الجزائرية
تدريسي من كلية التربية للعلوم الإنسانية ينشر دراسة في المجلة الثقافية الجزائرية
نشر التدريسي من قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى الاستاذ المساعد الدكتور خالد علي ياس ، دراسة في المجلة الثقافية الجزائرية بعنوان النّقد الهجين – المنهج السوسيو نصي بوصفه نظرية لموت نقاء النقد المعاصر.
تنطلق هذه الورقة النّقدية من فكرة أساس، مفادها استحالة تحقيق نقاء مقولات وأفكار المناهج النّقدية المعاصرة، بسبب التّحولات المعرفيّة والفكريّة في العصر الحديث، ولعل ذلك يعود لفكرة الانتقال المعرفي والجمالي، ويسمى “نظرية موت النّقاء” في الفكرين الأدبي والنّقدي، في المرحلة المعاصرة من تأريخ النّظرية الأدبية بشكل عام، وفي حقيقة الأمر أنّ ذلك يعود إلى تلك الجذور القديمة، للخلاف المترسخ نتيجة التّحولات الفكرية بين “المدرسة الكلاسيكية” منذ أرسطو وهوراس، كونها اعتقدتْ بضرورة النّقاء وأهميته ، والمدرسة الكلاسيكية الجديدة التي حاربتْ هذا المعتقد بشراسة وقد تبعتْها بذلك “المدرسة الرّومانسية” لتؤكدا قضية “التّهجين” واختلاط الأجناس. فكان ذلك أساسا انطلق منه التّفكير الأدبي فيما بعد، وهو أمر أثرَّ بشكل واضح وكبير بالتّفكير النّقدي أيضا، فمنذ أنْ بدأتْ النّقدية الغربيّة لفظ أنفاسها الأخيرة؛ بسبب هيمنة المناهج السّياقية بمقولاتها الكلاسيكية (تأريخي، سوسيولوجي، نفسي) وبزوغ فجر الشكلانية الرّوسية والمدرسة الفنية الأنكلوأمريكية، مرورا بالبنيوية الشّكلية بوصفها صورة للحداثة النّقدية، بوصف البنيوية الشّكلية صورة للحداثة، لم تكتملْ إلاّ بتمام نقاء النّظرية النّقدية بشقها النّصي، مما حافظ داخليا على مقولاتها نصيا ولغويا، وقد تنوعتْ بفعل تطور المناهج النّصية وانتقالها لمرحلة ما بعد الحداثة، بدءا بالتفكيكية ثم السيميائية والتأويل والتلقي، وغيره من المناهج التي حاولتْ جاهدة بقاء مقولاتها نقية غير هجينة بتداخلها مع أفكار مناهج أخرى، وانحسارها بذاتية فلسفتها وغايتها في تحليل النّصوص الأدبية والمعرفيّة على حدٍ سواء.