رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش تشكل صورة نقد المجتمع في الشعر الأندلسي
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش تشكل صورة نقد المجتمع في الشعر الأندلسي
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ ( تشكل صورة نقد المجتمع في الشعر الأندلسي – عصر الخلافة مثالا ) .
وتهدف الدراسة التي قدمها الطالب ( محمد جميل مصطفى ) ، وأشرف عليها الاستاذ المساعد الدكتور ( لؤي صيهود فواز ) ، الى تقَصِّي الظواهر الاجتماعية التي كانت تستفز خيال وأفكار شعراء عصر الخلافة (316هـ – 422هـ), وتوجيه سهام نقدهم لها, بمقصديه غالباً, وبدون مقصديه أحياناً, في محاولةٍ منهم لتجنيب المجتمع المآسي والأمراض الاجتماعية, وتوجيه مسارهِ نحو وجهته الصحيحة .
وتوصلت الدراسة الى عدة استنتاجات كان من ابرزها ارتباط شعر عصر الخلافة بقضايا عصره واختلاطه بمشكلات النَّاس , وذلك بحكم تواشج الشاعر مع واقعه المُعاش , وان الأُسَرُ الأندلسيةُ تعيشُ وضعًا متأزِّمًا , وقد أدَّى اختلاط العنصر الإسلامي بأهل الديار المفتوحة أثرًا مهمًّا في ذلك, لذا فقد صوَّر الشعراء مشكلات الأسرة, والظروف التي ساعدت على تشتيتها وتفريقها, ولقد رسمت فئة من الشعراء صورةً جليَّةً للنُّصحِ والإرشادِ, ولقواعد السُّلوك المُنضَبط الذي يحُثُّ الناسَ على اللُّجوء إلى الله , والإستمساك بأهداب مقرّرات الدين, والاعتصام بحَبلِ القناعةِ, وذلك كّرَدِّ فعلٍ لحياةِ اللَّهوِ والمُجُون التي اضطرتهم إليها الحالة السياسية, فقد اتَّخذَ الشعراء من مقطوعاتهم الشعرية وسيلةً لنقد مجتمعهم مُطالبين بإصلاحه.
وكشفت الدراسة ضمن عصر الخلافة عن ازدواجية الشخصية الأندلسية من خلال النصوص الشعرية التي مثَّلت صدىً عَكَسَ نفسية الشاعر ونفسية مجتمعه, فقد وجدناه يتظاهر بالإيمان, ويخالف ذلك في أعماق نفسه, بفعل ضغط الأهواء والشهوات المكبوتة, والتي تواشجت مع ضعف الإرادة, لذا لم يأخذ الإيمان موقعه الحقيقي في القلوب, مع أنَّه موجود ومعمول به في الواقع, ما شكَّل حالةً من عدم الانسجام بين الأفكار والممارسات الواقعية ، ولقد وضع الشعراء الجود والبخل وجهًا لوجه معًا في صراع مباشر عبر جدلية الخفاء والتجلي, اللذين شكَّلا رمزين دالَّين على ثقافتين متغايرتين, فقد كشفت النصوص للمتلقي عن أعماق كل من الجواد الكريم, والآخر البخيل, مع تبيان مرجعياتهم, سلوكًا, وأساليبَ تفكير, ومواقفَ, وطرقَ تعبير, وإحساساتٍ, ومشاعرَ, وانفعالاتٍ, وردودَ أفعال, وكانت تُمثِّل البنية السطحية والعميقة للنص .