رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش الاستشراف في القصيدة العراقية الحديثة
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش الاستشراف في القصيدة العراقية الحديثة
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ ( الاستشراف في القصيدة العراقية الحديثة ) . هدفت الدراسة التي تقدمت بها الطالبة ضحى ظاهر ياسين ، وأشرف عليها الاستاذ الدكتور أياد عبد الودود عثمان ، إلى تسليط الضوء على الأثر الذي يؤديه النص الشعري ، بوصفه دالاً ثقافياً مستشرفاً ، فضلا عن محاولته الكشف عن تشكلات المستشرف وتمظهراته ودلالته السياقية ، بمنهج وصفي تحليلي يفيد من الرؤية السيسيوثقافية في عدد من المواضيع ولاسيما في الفصل الأول الذي يحيل على ظهورات البنية . توصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها إن الباحث عن ظواهر الاستشراف في القصيدة العراقية الحديثة سيجدها تتلون وتتعدد تبعاً للدواعي الشعرية وموضوعات الشعر، وتفاوتَ ظهور الشعور الاستشرافي في نصوص شعراء الرؤيا بفعل الجانب النفسي عند الشاعر ، فهو إما أن يكون ثابتاً على جو نفسي واحد طوال القصيدة أو بانتقالات شعورية مفاجئة ، كما أن هناك نصوصاً قائمة على الاستشراف من مطلعها إلى خاتمتها، أي إنها قامت على وحدة كلية تتنامى فيها الظاهرة إلى النهاية. أوضحت الدراسة أن رصد الاستشراف ومظاهره يرتبط ارتباطاً واضحاً بالسرد وتقاناته ، إن ارتباط الشعور بالفكر وتغيير الرؤية البَصَرية إلى رؤية مستقبلية هو أحد سمات الشعر العراقي الحديث نظراً للتغييرات والتحولات المعاصرة لهذا الشعر، وإن الحديث عن الموت في النص الشعري هو قرين الموت؛ لأن هناك موت نستشرف حقيقته فإي حديث عن الموت هو الحديث عن المستقبل ؛ لأن الاحياء وحدهم قادرين على الحديث عن الموت كونه واقعاً ، وأن الاستشراف بالموت واتخاذه حديثاً بدئياً في الشعر يمنح النص الشعري آفاقاً واسعة كون الموت حقيقة حتمية وحاضرة في الماضي والحاضر والمستقبل ، اما ما قبل الموت فيحيل عليه بواو الاستئناف ليكون مدخلاً فاعلاً . بينت الدراسة إن الاستشراف الذاتي أقرب ما يكون للذائقة الانسانية الفطرية فهو نابع من الذات مستشرفٌ لها ، وأن الذاتية تحقق الغنائية المطلقة التي تقوم عليها القصيدة العربية ، وتكمن الشاعرية في الاستشراف الذاتي ؛ لأن البعد الفكري مهيمنٌ أساسٌ عليه ، فهو مؤدلج يعبّر عن ثقافة الشاعر وعبقريته .