رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش علاقات الدولة الصليحية بالدولة الفاطمية من خلال كتاب سجلات المستنصرية
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش علاقات الدولة الصليحية بالدولة الفاطمية من خلال كتاب سجلات المستنصرية
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ ( علاقات الدولة الصليحية بالدولة الفاطمية من خلال كتاب سجلات المستنصرية ) .
وتهدف الرسالة التي تقدم بها الطالب ( جليل جاسم عباس ) ، واشرف عليها الاستاذ المساعد الدكتور ( محمد علي حسين ) ، الى تسليط الضوء على علاقات الدولة الصليحية في اليمن بالدولة الفاطمية في مصر من خلال كتاب سجلات المستنصرية .
وتوصلت الدراسة الى عدة استنتاجات كان من ابرزها ان الاسماعيلية موحدون لله الواحد الأحد وأنهم عبيد لله سبحانه وتعالى وليس كما زعم أعداءهم بأنهم ملاحدة لا يؤمنون بالله ويدعون الألوهية ، وايمان الاسماعيلية بإمامة الإمام علي بن أبي طالب ، وإنه إمام معصوم من الزلل والخطأ وإنه عين بنص من الله سبحانه وتعالى والنبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وإن الإمامة في ذريته الى يوم القيامة ولا يحق لأحد ادعاء الإمامة من غير هذا النسب ، وإن الإمامة أمر منوط الى الإمام إذ هو الذي يُعيِّن الإمام الذي قبله فيكون الابن الأكبر هو الإمام بعد أبيه وإن أمر الإمامة لا يكون متروكاً الى الأمة بل يكون من اختصاص الإمام ، واعتقاد الاسماعيلية بنبوة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنه نبي ومرسل من الله سبحانه وتعالى لنشر تعاليم الاسلام على العالم وإنه جدهم وإنهم الامتداد الطبيعي له.
وبينت الدراسة ان ايمان الاسماعيلية بعدل الله سبحانه وتعالى وإن الانسان مخير في أعماله وليس مسير وإن الله سبحانه وتعالى يحاسب الانسان كُلٌّ حسب عمله وذلك لأنه يعمل بمحض ارادته وغير مجبر على ذلك ، وكشفت السجلات المستنصرية أن الفاطميين نجحوا في ايجاد حليف مخلص لهم تمثل بشخص علي بن محمد الصُّلَيحي الذي تمكن من تطهير اليمن من كل ما من شأنه الوقوف أمام نجاح سياسته للفاطميين وخير مثال يوضح ذلك التعاون هو السجلات المستنصرية، فقد وَجدَت سياسة الفاطميين في الأسرة الصليحية في اليمن خير حليف في كبح جماح أمراء مكة من خلالهم في الحجاز أو من نشر الدعوة الفاطمية في شبه الجزيرة العربية والهند، ونستنتج أن بلاد الحجاز غير مستقرة إذ إن أمراء مكة قد استغلوا تنافسهم مع العباسيين للمزيد من الكسب المالي من قبل الفاطميين، فإذا أخفض الفاطميون نفقاتهم على بلاد الحجاز مال أمراء مكة الى جانب العباسيين للحصول منهم على دعم كبير .
تناولت الدراسة السجلات المستنصرية العلاقات الصليحية – الفاطمية المتميزة والتي لم تقتصر على الجانب العقائدي السياسي فحسب بل كانت هناك جوانب اجتماعية تربط بين هاتين الأسرتين حيث لم تقتصر السجلات المستنصرية على الخليفتين المستنصر بالله والمستعلي بالله بل هناك سجلات أرسلتها السيدة ابنة الامام الظاهر وأخت الخليفة المستنصر وهناك سجل أرسلته أم المستعلي والذي يوضح الروابط القوية بين الأسرتين ، وتناولت السجلات المستنصرية الخلفاء الفاطميين ووزرائهم الذين منحوا الألقاب من قبل الخليفة المستنصر بالله تكريماً لهم لما أبدوه من خدمات للدولة الفاطمية وألقاب ملوك الصليحيون وألقاب الى أمرائهم وألقاب بعض الموظفين والشخصيات كلٌّ حسب مكانته عند الخليفة والخدمات التي يقدمها للدولة الفاطمية ، ووَثَّقت السجلات المستنصرية العلاقة بين الدولتين في كثير من المظاهر الاجتماعية التي كانت سائدة خلال تلك العصور والتي اعتبرت مظهراً مهما من مظاهر العلاقة والود بينهما فيما كانوا يتبادلون به من تهنئة بالأعياد والولادة والهدايا والخلع .
نشر : م. مترجم: زينة فيصل ياسين| بقلم: اعلام الكلية