
كلية التربية للعلوم الإنسانية تعقد ندوة في التوظيف الصهيوني لمفهوم (معاداة السامية) لتحقيق أهدافهم الصهيونية
كتب /إعلام الكلية :
عقد قسم التاريخ في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى ندوة في التوظيف الصهيوني لمفهوم (معاداة السامية) لتحقيق أهدافهم الصهيونية .
وأوضحت الندوة التي ناقش محاورها الأستاذ المساعد الدكتور أزهر كريم حميد, أن أول من استعمل مصطلح (العداء للسامية) هو الصحفي الالماني اليهودي (فيلهلم مار ) عام 1897 ومنذ ذلك الحين اتسع نطاق المصطلح ليشمل كل صور العداء تجاه اليهود عبر التاريخ، وبدأت المعاداة المعاصرة لليهود في القرن التاسع عشر الميلادي ، اذ شهدت روسيا اشكالا مختلفة من معاداة اليهود لاسيما بعد اغتيال القيصر الكسندر الثاني عام 1881م ، ثم انتشرت بعد ذلك موجة من المذابح من اشهرها مذبحة (كيشينيف )عام 1903م ، وبعد عام 1905م ظهرت جماعة المائة السود بدعم خفي من الحكومة الروسية (كما يقال) وقامت بالهجوم على عدة مدن ، اما في بولندا فأن الطبقة الوسطى ناصب العداء للجماعات اليهودية بسبب استخدامهم مصطلحات غريبة كحدثهم باللغة اليديشية، وهذه الموجات من الاضطهادات موجهه في الاساس ضد اليهود وليس ضد اليهودية .
بينت الندوة أن الكتاب الصهاينة إستغلوا روح الخوف عند اليهود وغذوا الشعور لديهم بأنهم لا يمكن ان يأمنوا على حياتهم وسلامتهم وحريتهم الا في نطاق(دولة) تنبعث منهم وتعود اليهم وقد وصف هرتزل معاداة اليهود (معاداة السامية) بانها حركة مفيدة لتطور الشخصية اليهودية وقال عنها ” أن اعداء السامية سيكونون اخلص اصدقائنا الذين يمكن الاعتماد عليهم، كما ان الدولة ستكون حليفة لنا” واكد في كتابة (دولة اليهود) ” انه لولا العداء للسامية لما كنا او بقينا يهوداً، فأعداء السامية هم اللذين جعلوا من اليهود شعبا واحدا”.
اكدت الندوة أن الصهيونية السياسية راحت تدعي ان العداء لليهود اتخذ ثلاث ابعاد البعد الأول: هو البعد التاريخي، اي ان العداء قد وجد منذ وجد اليهود وحتى اليوم : السبي البابلي فالشتات الروماني في العصر القديم وحياة الاضطهاد في العصور الاوروبية الوسطى ثم اضطهاد اوروبا لليهود وفي مقدمتهم الاضطهاد النازي في العصر الحديث والبعد الثاني: هو البعد الجغرافي بمعنى ان العداء يشمل اليهود في جميع انحاء العالم والبعد الثالث: هو البعد الكيفي ، اي ان ما وقع على اليهود لا يعادله اي اضطهاد اخر (كما يزعمون) وقع على سواهم في اي زمان ومكان. وقد رأت الصهيونية انه لا يمكن حل مشكلة اليهود بمجرد الهجرة من الاماكن التي ترتكب فيها اضطهادات ضد اليهود الى اماكن اكثر امنا بل الحل الجذري كما يزعمون يكمن في اقامة كيان مستقل يحكمه اليهود انفسهم. وما تعرض له اليهود من (اضطهاد مستمر) خلال تاريخهم ما هو الا من اجل تسويغ السعي الصهيوني الى احتلال ارض فلسطين وطرد شعبها الاعزل منها على اساس الادعاء بانها الارض الوحيدة التي يمكن ليهود العالم ان يقبلوا بالهجرة اليها .


