
كلية التربية للعلوم الإنسانية تعقد ندوة في طائفة المعتزلة الكعبية في خراسان واثرهم الفكري والعلمي
كتب / إعلام الكلية :
عقد قسم التاريخ في كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى ندوة في طائفة المعتزلة الكعبية في خراسان واثرهم الفكري والعلمي .
وأوضحت الندوة التي ناقش محاورها الأستاذ الدكتور صدام جاسم محمد, أن بداية فكرة الاعتزال كانت كما هو معروف في العصر الأموي على اثر اعتزال واصل بن عطاء لحلقة الحسن البصري حول مرتكب الكبيرة ثم نمت وتطورت وتنامت لتشكل حركة فكرية واسعة بعد إن تبناها الخليفة المأمون ومن بعده الخليفة المعتصم والواثق, والرواية تقول، إن واصل بن عطاء وهو رأس المعتزلة إذ كان تلميذاً للحسن البصري وكان حاضرا حلقة دراسية في مسجد البصرة ،وجاء رجل يسأل الحسن البصري حول مرتكب الكبيرة فأجابه بأنه منافق ،ولكن واصل بن عطاء اعترض على هذا الرأي وقال إن مرتكب الكبيرة ليس مؤمننا مطلقا ولا كافرا مطلقا بل هو في منزلة بين المنزلتين هذه بداية حول فكر المعتزلة منذ بدياته الاولى وعلى اثر ذلك انتشر هذا الفكر في معظم ارجاء العالم الاسلامي ومنها مدينة بلخ احدى مدن خراسان الكبرى من خلال المتكلم الاول فيها وهو أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود البلخي الكعبي المتكلم، نسبة إلى بني كعب، وهو أحد مشايخ المعتزلة، وتنسب إليه الطائفة الكعبية في بلخ .
بينت الندوة أن مذهب الاعتزال انتشر في بلخ ومدن اخرى من خراسان وهو مذهب يؤمن بسلطان العقل ويتصف به بينهم حتى اصبحت لفظة البلخي مرادفه للفظة المعتزلي من حيث العقيدة اذ ذكر ياقوت الحموي انه سال الاديب الشاعر القاسم بن الحسين عن مولده فقال حنفي ولكن لست بلخياً اي لست بلخياً يريد بهذا انه ليس معتزلياً قالوا والغالب عليهم ممارسة علم الكلام حتى في الاسواق والدروب وكانوا يناظرون من غير تعصب واذا راوا من احداً تعصباً انكروا عليه ذلك قائلين الغلبة بالحجة واياك وفعل الجهال وكانت المناظرات وهي وسائل تثقيف وتعليم عندهم تعقد في البيوت والقصور والاسواق والمساجد بعد الصلاة لاسيما في ايام الجمعة وكانوا يفخرون بالكرم والعلم والقدرة على الجدل وافحام الخصم المجادل .


