
كلية التربية للعلوم الإنسانية تعقد ندوة حول المرأة في الإسلام من حق الاختيار إلى تمكين الوعي بالجسد والرغبة
كتب/ إعلام الكلية:عقد قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى ندوة علمية حول المرأة في الإسلام من حق الاختيار إلى تمكين الوعي بالجسد والرغبة.بينت الندوة التي ناقش محاورها الاستاذ الدكتور وسن عبد المنعم ياسين، أن تمكين المرأة في الإسلام يتجلى من خلال ثلاث قضايا رئيسة: حقها في الاختيار سواء في الزواج أو الطلاق، ووعيها بجسدها ورغباتها، وقدرتها على إنهاء العلاقة الزوجية عند غياب التوافق. هذه المبادئ ليست مجرد نظريات، بل تأكدت من خلال ممارسات نبوية وأحكام شرعية منح الإسلام من خلالها المرأة حقوقًا متقدمة مقارنة بالسياقات الاجتماعية السابقة له أو حتى بعض الممارسات اللاحقة التي قيدت هذه الحقوق.وضحت الندوة أن الإسلام أكد منذ البداية أن المرأة ليست مجرد تابع لوليّها، بل تمتلك الحق في تقرير مصيرها الزوجي، وقد ظهر هذا في عدد من المواقف الفقهية والحديثية التي تؤكد أن إرادة المرأة شرط أساسي لصحة الزواج، كما روى أبو داود في سننه أن فتاة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأخبرته أن أباها زوجها بغير إرادتها، فقال لها النبي: “لك الخيار، إن شئتِ أمضيتِ الزواج، وإن شئتِ ألغيتِه، وهذا الحديث نصّ صريح في أن الزواج لا يتم دون موافقة المرأة، وهو ما يؤكد أن الإسلام لا يجيز إكراه المرأة على الزواج تحت أي ظرف.أكدت الندوة أن الإسلام عكس رؤية متقدمة جدًا فيما يتعلق بحقوق المرأة الجسدية، إذ لم يكن يُنظر إلى العلاقة الزوجية باعتبارها واجبًا على المرأة فقط، بل كان لها حق التمتع بها، وإذا لم يتحقق لها ذلك كان لها الحق في طلب الطلاق أو الخلع، وذكر أنه جاءت زوجة ثابت بن قيس إلى النبي وقالت: “يا رسول الله، لا أعيب على ثابت في دين ولا خلق، ولكني أكره الكفر في الإسلام، ولم تكن الزوجة تشتكي سوء معاملة، بل كانت تشعر بعدم التوافق العاطفي، وهو سبب كافٍ في الإسلام لمنح المرأة حق إنهاء العلاقة الزوجية. النبي لم يجبرها على الاستمرار ولم يُلزمها بالتحمل، بل سألها إن كانت مستعدة لرد مهرها، وعندما وافقت، أمر بفصلهما، مما يدل على أن الإسلام اعترف للمرأة بحقها في اتخاذ قرارات تمس حياتها الشخصية بناءً على مشاعرها ورغباتها.توصلت الندوة إلى أن المرأة في الإسلام تمتلك حق الاختيار الكامل في الزواج، ولا يمكن إجبارها على أي علاقة دون رضاها، كما يظهر في قصص خنساء بنت خدام وفاطمة بنت قيس، وأن المرأة تمتلك وعيًا بجسدها ولها الحق في التعبير عن احتياجاتها الزوجية، وقد جاءت نساء النبي يشتكين من أمورهن الزوجية علنًا، ولم يُنكر عليهن ذلك، كما في حديث المرأة التي طلبت نصيحة النبي حول زوجها الذي لا يقربها، كما أن المرأة تمتلك حق إنهاء الزواج في حال عدم التوافق العاطفي أو الجسدي، سواء عبر الخلع كما فعلت زوجة ثابت بن قيس، أو بترك الزوج كما فعلت بريرة مع مغيث، فضلًا عن أنه بعد الطلاق، لم يفرض الإسلام أي قيود تمنع المرأة من إعادة بناء حياتها العاطفية والجسدية، بل كانت النساء يتزوجن مجددًا دون أن يُنظر إليهن نظرة سلبية، كما في قصة زوجة ثابت بن قيس.



