
كلية التربية للعلوم الإنسانية تقيم ورشة عمل في يهود اليمن وهجرتهم إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة
كتب/ إعلام الكلية :
أقام قسم التاريخ في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى ورشة عمل في يهود اليمن وهجرتهم إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة
أكدت الندوة التي ناقش محاورها الأستاذ المساعد الدكتور أزهر كريم أن يهود اليمن هم أول طائفة يهودية شرقية انظمت إلى الموشافوت (مستوطنة زراعية)، وكان ليهود اليمن دور بارز في عملية الاستيطان الزراعي وهم من الطوائف اليهودية الاكثر فاعلية بين اليهود الشرقيين في عملية الاستيطان، وتعد الجالية اليهودية اليمنية من اوائل الجاليات الشرقية اليهودية التي استجابت لمخططات الصهيونية، رغم ان اليهود في اليمن كانوا يتمتعون بكافة الحقوق التي نص عليه الدستور اليمني الذي لم يفرق ما بين يمني وآخر على حساب الدين او العرق.
وضحت الورشة أن يهود اليمن ركزوا على العمل في النشاط الاقتصادي من خلال العمل في التجارة شأنهم شأن اليهود في دول العالم ومن ثم توزعوا في المدن والقرى اليمنية لممارسة عملهم التجاري. الا ان الصهيونية عملت على بث الاشاعات المغرضة بأن اليهود مضطهدين في اليمن رغم انهم كانوا يتمتعون بحرية دينية افضل بكثير مما كان يتمتعون به اليهود في اوروبا، الامر الذي يؤكد ان هجرة يهود اليمن الى فلسطين قد تمت برغبة ذاتية وبدون اي قوة سياسية داخلية او نتيجة لإكراه أو اعمال اضطهاديه ضدهم وذلك على عكس ما حدث لهجرة يهود البيلو عام 1882 والتي تمت بعد القيام بمذابح ضد يهود روسيا بسبب اتهامهم باغتيال القيصر الروسي الكسندر الثاني.
اشارت الورشة إلى أن هنالك دراسات بينت ان عدد يهود اليمن الذين هاجروا الى فلسطين عام 1881-1882 ما يقارب 200 شخصا من صنعاء والمناطق المحيطة بها ، وفي عام 1890 انتقلت بعض اليهودية اليمنية الى يافا لضيق مجال العمل في القدس، وفي عام 1907 هاجر 220 شخص يهودي يمني من صعدة والمناطق المحيطة بها، وفي عام 1908 هاجر ما يقارب 2500 يهودي يمني وانتشروا في القدس ويافا واتجهوا الى العمل الزراعي ليحلوا محل العرب.
وتجدر الإشارة إلى أن الهجرة اليهودية اليمنية توقفت خلال الحرب العالمية الاولى ثم استؤنفت الهجرة من جديد عام 1923حتى عام 1948 التي وصل عددهم خلال تلك المدة ما يقارب 15838 نسمة من التهجير غير الرسمي، وتفيد مصادر أخرى ان هجرة يهود اليمن حتى عام 1950 بلغ ما يقارب 58436 نسمة والتي كانت من اكبر الهجرات اليهودية اليمنية الى فلسطين والتي اطلقوا عليها بهجرة (البساط السحري) . وعملت اسرائيل على استغلالهم في بناء المستوطنات وفي استصلاح الاراضي النائية واستخدموا كذلك كدروع بشرية في مواجهة العرب. ومن الجدير بالذكر ان يهود اليمن قد اصطدموا منذ وصولهم الى فلسطين بالواقع المرير التي زيفته الصهيونية لهم ، فلم يجدوا الأرض المجانية الجاهزة التي توهموا ان روتشيلد سوف يمنحهم اياها لذى وصولهم الى فلسطين.



