كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش التجريب في روايات فاضل العزاوي
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش التجريب في روايات فاضل العزاوي
كتب / إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (التجريب في روايات فاضل العزاوي ) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة سندس حامد عمران ، وأشرف عليها الأستاذ الدكتور فاضل عبود التميمي، إلى دراسة التجريب في روايات فاضل العزاوي .
توصلت الدراسة إلى استنتاجات عدة كان من أبرزها إن التجريب ينطلق من مبدأ تجاوز المألوف وقوالبه السّائدة ويمثل النّزوع إلى الاختلاف واكتشاف مفردات تعبيريّة جديدة ضمن نسق أدبي معين، وقد يعرف التّجريب بأنه مفتاح من مفاتيح الإبداع الكتابية، فالعملية الإبداعية تقوم على البحث والتجربة المستمر ويأتي التجريب بمعنى التجديد وهو مرتبط بالحداثة ويدخل التّجريب في كافة الفنون مثل المسرح والرّواية والقصة و القصة القصيرة والشّعر، والتّجريب تجاوز لما هو مطروح من الأشكال القديمة من حيث المضمون والرؤية والشّكل . يظهر التجريب المبدع المتمرس في كتابات فاضل العزاوي، والتّجريب فعل ممارسة إبداعية خلاقة، قوامة البحث والكشف والتجاوز.
بينت الدراسة إن ميزة السّارد التّجريبي تقوم على الاستمرار في تجريب الأساليب والأشكال التقنيّة المتقدمة وترسيخ أركان الرؤية وهذه هي السّمة الغالبة على الإبداع العراقي منذ مطلع السّتينات حتى الآن ولا يعني التّجريب في صورته الجديد التي تمتاز بالإدراك، أي الوعي بأساليبه وعناصره المؤثرة وطرائقه التجريبيّة عبر خبرة تراكميّة التي امتدت قرابة الربع القرن. فالتجريب هو عملية بحث دائمة عن أشكال المغايرة وعدم إذعان إلى شكل محدد أو صيرورة ثابتة ،فالتّجريب لم يهتم بالثّابت التّقليدي إلا من حيث هو جوهر لا يمكن الانفلات منه. التّجريب في المكان بوصفه عنصراً فاعلاً في تطور الرواية وبنائها وفي طبيعة الشخصيّات وتفاعلها مع المكان، فالتّجريب يؤدي أثراً مهماً في السّرد الرّوائي ، كما يجعل التّجريب في المكان و تجاوزه وظيفته الأوليّة المحدّد بوصفه مكاناً لوقوع الأحداث إلى فضاء يتّسع بنية الرواية ويؤثّر فيها من خلال زاوية أساسيّة هي زاوية الإنسان الذي ينظر إليه ،كما يمثل التّجريب عند الكاتب الإبداع لديه فهو يبحث عن شكل الجديد والمبدع فيكون التجريب قرين الإبداع عنده .
وضحت الدراسة أن للمكان دور مهم في تحديد هوية الشخصيّة وتلك الهوية نقصد بها عادات وتقاليد المكان من الملابس واختلافها إلى الأديان الموجودة في ذلك المكان، فالإنسان المغترب يحمل هوية بلده وثقافته . يؤسس المكان للرّواية والقصة وأحداثها، ويعطي الى الرّواية المتخيلة مظهراً مشابهاً للحقيقة، فالمكان يخلق الشخصيات والشخصيات تصنع أماكنها الخاصة. وقد قامت الرواية التجريبيّة على توظيف البناءات والأحلام اللغوية ، واستغلت تقانات الشعور واللاشعور، وانثيال الوعي واللاوعي والأحلام وإلغاء عنصري الزمان والمكان . كما يشكل التّجريب في الزّمن عنصراً مهماً في روايات فاضل العزاوي واستخدمه لبعض التقنيات السرديّة مثل الثنايات الزّمنية والتقنية الاسترجاع وما قبل زمن الرواية. وكذلك يعّد التّجريب في الحدث عنصراً مؤثراً في رواية، فالحدث في روايات فاضل العزاوي بتحويل الأحداث الثانويّة إلى الأحداث الرئيسيّة والعكس وتتغيّر بتغيّر الشخصيّات. وتحويل الشخصيات الهامشية إلى رئيسية كما في رواية آخر الملائكة. والتجريب في الشخصيات قد أخذ منحى خاصاً في السرد وتقديم الشخصية، بمحاولة المؤلف تقديم الشخصيات بشكل مبهم وشحيح المعلومات، فمرة قدمها بصفات شكلية أو عرفها بوظيفة، ولكنه لم يعطي عنها معلومات كاملة لتشويق القارئ.