
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش سياسة الولايات المتحدة الامريكية تجاه هاييتي 1961-1971
كتب/ إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى أطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (سياسة الولايات المتحدة الامريكية تجاه هاييتي 1961-1971) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة رفل علي لطيف علي ، وأشرف عليها الأستاذ الدكتور ماهر مبدر عبد الكريم ، إلى التعرف على سياسة الولايات المتحدة الامريكية تجاه هاييتي 1961-1971 .
توصلت الدراسة إلى أن بعض الادارات الاميركية خفقت في سياستها بالتعامل مع حكومة هاييتي المتمثلة بالرئيس دوفالييه، وفي الوقت نفسه نجحت ادارات اخرى في اتباع سياسة الاحتواء لحكومة هاييتي، لا سيما ادارة الرئيس الاميركي رتشارد نيكسون، وقد مارست الولايات المتحدة الاميركية سياسة العقوبات الاقتصادية تجاه حكومة الرئيس دوفالييه من اجل اجبار الاخير للتنحي عن الحكم في هاييتي ، ومن ثم لم تؤثر تلك السياسة على الحومة المركزية بل انعكست على الاوضاع الاقتصادية في هاييتي ، الامر الذي ادى الى انهيار المنظومة الاقتصادية وتردي احوال الشعب الهاييتي اقتصاديا، وعلى الرغم من المساعدات العسكرية التي قدمتها الولايات المتحدة الأميركية للمؤسسة العسكرية الهاييتية، الا انها لم تسهم في تطوير تلك المؤسسة، وذلك بسبب تجيير تلك المساعدات من لدن الرئيس دوفالييه لصالح القوات غير النظامية (Ton Tons Macoutes) المختصرة بـ (TTM) والتي أسسها الرئيس للإحاطة به من اجل حمايته.
بينت الدراسة أن الحرب الباردة دفعت الولايات المتحدة الاميركية للاهتمام بهاييتي كونها تمتلك موقعا جغرافيا مهما في البحر الكاريبي وقربها من الجزيرة الكوبية، فضلا عن خشيتها من التأثر بالثورة الكوبية التي قادها الزعيم فيديل كاسترو، واتبع الرئيس الهاييتي دوفالييه سياسة جر الحبل مع الادارات الاميركية المتعاقبة على حكم الولايات المتحدة الاميركية خلال مدة حكمه، وذلك لزيادة حجم المساعدات الاقتصادية والعسكرية المقدمة من الولايات المتحدة الاميركية لبلاده من اجل استمراره في حكم هاييتي، وقد فشلت الولايات المتحدة الاميركية في سياستها التي اتبعتها تجاه هاييتي من اجل ارساء نظاما ديمقراطيا فيها والذي من الممكن ان يحد من انتشار الشيوعية في جمهورية هاييتي، وفي الوقت نفسه ارادت الولايات المتحدة الاميركية ان تجعل من هاييتي انموذجا لنظام ديمقراطي لدول البحر الكاريبي وابعاد خطر الشيوعية منها.
أكدت الدراسة أن الولايات المتحدة الاميركية فشلت في جعل نظام الرئيس دوفالييه مواليا لها، علما انها اسهمت في وصوله الى سدة الحكم في هاييتي وعملت على تقوية نظامه، ومن ثم تمرد عليها واصبح نظامه شموليا مركزيا الامر الذي ادى الى الصدام والمواجهة بين الطرفين في بعض الأحيان، وبعد تأزم حالة الرئيس دوفالييه الصحية، باتت الولايات المتحدة الاميركية قلقة بشأن تهيأة بديلا عنه لحكم هاييتي الذي من شأنه ان يجعل هاييتي بعيدة عن انظار الشيوعية وعدم التدخل في سياستها لكي تبقى امام مرمى الولايات المتحدة الاميركية خدمة لمصالح الاخيرة.


