كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش شعر الرواد – دراسة في ضوء النقد البيئي
كتب/ إعلام الكلية :ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى رسالة الماجستير الموسومة بـ (شعر الرواد – دراسة في ضوء النقد البيئي ) .هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة نهلة حسن عزيز ، وأشرف عليها الأستاذ الدكتورة نوافل يونس سالم، إلى دراسة النصوص الأدبية، وبالتحديد شعر رائدين من رواد الشعر الحر (نازك الملائكة، وبدر شاكر السياب)، تحت ضوء النقد البيئي .توصلت الدراسة إلى إنّ النقد البيئي أفق نقدي جديد، يقوم على دراسة العلاقة بين الأدب والبيئة الطبيعية، ويدوران في منطقة الثقافة والفلسفة معًا، وإنّ الولوج إلى النص البيئي، يُحدَد بخطوات إجرائية، صاغها (بويل)، من أربعة عناصر ذي توجّه بيئي: البيئة غير البشرية حاضرة دومًا؛ لأنّ التأريخ الإنساني مُضمّن في التأريخ الطبيعي، الشأن الإنساني لا يجري فهمه، كونه الشأن الشرعي الوحيد، والمسؤولية الإنسانية نحو البيئة جزء من التوجّه الأخلاقي للنص، وبعض الحس بالبيئة، كونه صيرورة، لم يكن ثابتًا أو مُفترضًا، بل مضمر في النص.وضحت الدراسة أن الوعي البيئي العميق عند الشاعرين (السياب ونازك)، جاء متأثراً بالكتاب الغربيين ومنهم (إليوت )، بالملحة وبضرورة الركون الى الطبيعة بسبب شيء من مضايقات الحياة، وإن البيئة الصامتة ، والبيئة الحية ، من فضاءات البيئة التي يجب وضعها في الحسبان كونها تملك حقاً في الوجود، ولا تتمثل البيئة في كونها (مكونات حية، وغير حيّة) فقط ، لكنها تتضمن مكونات غير مادّية (ثقافية، معرفية، نسوية، اجتماعية، سياسيّة)، وأن السياب شاعر المرأة بامتياز، فهذا الشاعر الرجل الذي تأثر بأمه، لا يفتأ يذكرها ويتذكرها في عشتار، في جيكور، في شمس العراق، وفي كل شيء، فيخلع عليها قداسة تجعلها أسطورة وتجعلها جزءاً لا يتجزأ من الطبيعة . بينت الدراسة إنّ الوعي البيئي، يشدد على ضرورة إقامة توازن طبيعي بيئي وذلك عن طريق تفعيل الأخلاق البيئية ، التي تجعل الشرعية لجميع المكونات ولا يحصرها عند مكون دون آخر، والسياب شاعر الأسطورة، التي يلجأ إليها تخفيفا من القلق النفسي، وكذلك نازك الملائكة، ويكثر الشاعران من الرموز الأسطورية، عن طريق اجترارها من بيئاتها، وتوكيلها بمهمات في مجتمعية لأن الرمز والاسطورة جزء من البيئة ونشأت في حواضن الطبيعة، ولا يجب اعتبار الإنسان الوحيد الذي يملك شرعية الحياة والتصرف في الممتلكات البيئية ، لأن جميع المكونات البيئية سواء ، في احقية العيش وممارسة نشاطها كل حسب ما وجد لأجله، وجاء النقد البيئي لتقليص الكوة الحاصلة بين جميع مكونات الطبيعة (البشرية وغير البشرية )، من أجل حياة أمنة السيرورة والديمومة.