
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش الأحكام التقويمية وأثرها في الترجيح النحوي عند الرماني ( ت 384هـ ) في شرحه على كتاب سيبويه
كتب/ إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى ، رسالة الماجستير الموسومة بـ (الأحكام التقويمية وأثرها في الترجيح النحوي عند الرماني ( ت 384هـ ) في شرحه على كتاب سيبويه) .
هدفت الدراسة التي قمتها الطالبة سحر مجبل داود ، وأشرف عليها الأستاذ المساعد الدكتور نوفل اسماعيل صالح، إلى التعرف على أثر الأحكام التقويمية في الترجيح النحوي عند الرماني في شرحه كتاب سيبويه .
توصلت الدراسة إلى أن شرح الرماني امتاز على كتاب سيبويه بسهولة الأسلوب والعبارة، خلافاً لِما يُشاع عنه من صعوبة في الأسلوب بسبب إغراق شرحه بالعلل والفلسفة والمنطق ولا يعني ذلك أن هذا الحكم ينطبق على شرح الرماني بمجمله، بل كانت فيه بعض التأويلات، والتعليلات التي يصعب على المتعلمين فهمها، وادراك مراد الرماني منها ولا سيما حين يُمعن النظر في كثرة الخلافات وحجاج النُحاة، ويعد هذا الشرح موسوعة للنحو البصّري، إذ جمع فيه آراء المتقدمين من نحاة البصرة، فضلا عن آراء أئمة الكوفيين والأخفش، وهو بهذا قد حفظ لنا بعضاً من التراث الذي لم يصل الينا عنهم، وقد بنى الرماني كتابه على السؤالات والأجوبة إذ كان أبرز ما يُميز منهجه إيراده لجملة تساؤلات يطرحها لعرض مذاهب النحاة، ثمَّ يشرع بالإجابة على الأسئلة التي طرحها مُشيراً الى حُجّة كل نحوي، ثمَّ يرجح الرأي الذي يراه موافقا للسماع والقياس.
وضحت الدراسة أن الملاحظ عن منهجه في الترجيح والاستدلال، كثرة اعتماده على الفصيح المسموع وفي طليعته القران الكريم، وقراءاته، والشواهد الشعرية الفصيحة، فلا يكاد يُرجّح رأياً ما، حتى يعضده بعدة شواهد تدلّ على استحضاره للشواهد وعناية المسموع، وحسبه أنَّه موسوعة بصّرية شرحت كتاب سيبويه وضمه آراء المتقدمين وقد كان التعليل والتأويل والقياس أسساً بنى عليها شرحه، والأحكام التقويمية التي أطلقها الرماني في شرحه على كتاب سيبويه على كثير من التراكيب النحوية التي ساقها لتأييد ما ذهب اليه وقال به، أو رفضها لخروجها عن المسموع والقياس تُعدُّ من القواعد والأسس المهمة لبيان مدى قبول النصوص النحوية وصحة استعمالها، أو ردَّها وفقاً على مقاييس أحكام كلام العرب الفصيح، ومن ملامح القبول والرفض عند الرماني هي العلة النحوية فكلما أصدرَ حكماً في السلب أو الإيجاب لجأ الى العلة النحوية في إصدار ذلك الحكم، فقد كثرتْ تعليلاتهُ، وتنوعت علله، حتى صارت مظهراً واضحاً من مظاهر شرحه على كتاب سيبويه.
بينت الدراسة أثر الأحكام التقويمية في شرح كتاب سيبويه في عرض كثير من مسائل الخلاف النحوي وعرض آراء النحاة وحججهم فيها، فكان بذلك مورداً مهما لتناول هذه المسائل الخلافية وعرض تفصيلاتها، فكانت للرماني عناية واضحة لآراء الخليل اللغوية والنحوية، فقد وجدناه كثير الترجيح لآرائه والدفاع عنها، والاستدلال لها استدلالاً عقلياً أو نقلياً، ومع كثرة ترجيحاته لآراء الخليل، غير أنّ هذا لا يعني أنَّه مُتابعٌ لكلّ ما صدر عنه من آراء، بل وجدناه في مواضع قليلة يردّ مذهبه ويرجح مذهب سيبويه، أو غيره من نُحاة البصرة.



