
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش القصيدة النسوية العراقية في معايير النقد الثقافي
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش القصيدة النسوية العراقية في معايير النقد الثقافي
كتب/ إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (القصيدة النسوية العراقية في معايير النقد الثقافي) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة حنين حسين علي حيدر، واشرف عليها الأستاذ الدكتور إياد عبد الودود عثمان، إلى التعرف على إجراءات النقد الثقافي للوقوف على القصيدة النسوية وتحليلها ثم الجمع بين الاستقراء والاستنتاج.
توصلت الدراسة إلى استنتاجات عدة كان من أبرزها إنّ النقد الثقافي مفهوم إشكالي؛ يقع ضمن حاضنة الدراسات الثقافية، بدأ يحدّد مساره بقوة وثبات، وأصبح ما يُصطلح عليه بالنصّ الثقافي عنواناً واسعاً يمكن إيجاد حالة من التناغم بينه وبين النصّ الأدبي على الرغم من محدودية الأخير نسبيّاً، وإن الأنساق التي كشفت عنها الدراسة إنّما هي أنوية استند إليها عبدالله الغذّامي في حدود مبتكرة انطلق فيها من ثقافته وقراءاته وفكره الفلسفي، لكن (الخطاب)هو الأصل الأوضح والأدقّ على الرغم من عالم الغياب والسكوت عنه الذي يبحث فيه النقد الثقافي.
وضحت الدراسة أن الشاعرات بينن أهمية لغة الشعر الأنثوي في مقاومة الواقع المستلب، فهي تحتاج إلى لغة من نوع خاص تدعمها الأنساق الثقافية، وهذا ما أكدته جوليا كريستيفا، فالمرأة تكتب عن نفسها وغالباً ما تستعمل ضمير المتكلم لتدعم الحضور الأنثوي في القصيدة، وأن القصيدة النسوية العراقية تركز على الشخصيات الأنثوية لتجعلها في المركز، وتضع الرجل في الهامش، وقد تلجأ إلى شخصيات نسائية من التراث مثل زليخا، لتعبر عن طريقها عن احتياجات المرأة الجسدية والنفسية.
بينت الدراسة أن الكينونة الشعرية الأنثوية تمظهرت بتوظيف علامات التأنيث، أو تأنيث المذكر، أو بتأنيث الحدث، وتناول موضوعات تتصل بعالم المرأة واهتماماتها كالزينة والأمومة والزواج والولادة، لتظهر طبيعة الأنثى ومشكلاتها وحاجاتها الذاتية، فتسلط الضوء على عوالم المرأة الداخلية وتصوراتها الفكرية التي ترسخ الحضور الأنثوي والتي تجلّت عبر أنساقها المضمرة.
كشفت الدراسة الأنساق الثقافية في القصيدة النسوية العراقية أن المرأة الشاعرة تؤمن بأن الإبداع فعل إنساني فترفض تجنيسه، وترفض إلغاء الجهد الأدبي الأنثوي في المقابل. فالشاعرة تسعى لإثبات كينونتها، لكنها لا تسعى لإلغاء الآخر، بل ترى أن الحياة قائمة على التكامل، واستطاعت الشواعر العراقيات كسر قاعدة التابوهات عبر تقديم مادة أدبية توثق مراحل صعبة في الواقع العراقي يتداخل فيها الثالوث المحرّم (الجنس والدين والسياسة) بشكل مباشر، أو عن طريق الرمز، وما يحمله من معان مضمرة فكانت الكتابة هي سلاحها في مواجهة المحظورات، والتّعمية لم تعدْ السبيل الصحيح بمنظورها.



