
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش المجال الحيوي التركي في شرق البحر المتوسط
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش المجال الحيوي التركي في شرق البحر المتوسط
كتب/ إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (المجال الحيوي التركي في شرق البحر المتوسط ) .
هدفت الدراسة التي قدمها الطالب اياد جاسم جبر، وأشرف عليها الأستاذ الدكتور فراس عبد الجبار عبدالله، إلى تسليط الضوء على المجال الحيوي التركي في شرق البحر المتوسط .
توصلت الدراسة إلى أن المجال الحيوي الاستراتيجي فكرة قديمة على الرغم من ان المفهوم قد ظهر في ادبيات الفكر الجغرافي السياسي في أواخر القرن التاسع عشر على يد رواد الفكر الجيوبوليتي ، إلا أنه قد سبق ظهور هذا المفهوم توسع الامبراطوريات وتمددها وكانت تسعى للبحث عن مجالها الحيوي لتطويرها ومنها الدولة العثمانية التي توسعت وتمددت بعد ان زحفت من اواسط اسيا الى ان استقرت في الاناضول وتوسعت إمبراطورتها بشكل كبير وخصوصا في القرنيين السادس والسابع عشر، أما الفكر المعاصر للمجال الحيوي فهو يتخطى الحدود الجغرافية وقد يصل في امتداه وتأثيره الى مناطق بعيدة عنها مستخدمة اساليب ووسائل غير التقليدية في توسع نفوذها، فاعتمدت على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية اكثر من الجوانب العسكرية كما ساهمت العولمة وفي فرض نوع من السيطرة على دول بعيدة لصالح الدول الكبرى وهي الولايات المتحدة الامريكية وروسيا وكذلك الصين باعتبارها قوة صاعدة .
وضحت الدراسة أن تركيا أخذت على عاتقها تطبيق هذه النظرية من خلال محاولتها التمدد في الاقاليم المجاورة لها وخصوصاً شرق المتوسط، اذ تعدها منطقة نفوذها الطبيعية التي يجب ان تتمدد فيها فتبنت عدد من الاستراتيجيات من اجل تمدد وتوسيع نفوذها في هذه المناطق، ولقد ساهمت عوامل ودوافع عديدة في نمو وتطور فكرة المجال الحيوي والتي ارتبطت بشكل – مباشر بنمو الدولة وتطورها الاقتصادي ونموها السكاني ومن هذه الدوافع هي الدوافع الجغرافية، وتتمثل بالجوانب الحدودية، إذ غالباً ما تكون حدود الدول القوية غير مستقرة ومتغيرة، إذ تتمدد او تحاول ان تسترد الأجزاء التي كانت منها في السابق ومنها تركيا عندما كانت إمبراطورية كبيرة تحكم جزءًا كبيرًا من العالم وتسيطر على كل مناطق شرق المتوسط ، ، وإذ يعد المجال الحيوي بمثابة الفضاء المغذي لنمو الدول التي تمدها بالموارد الضرورية لبقائها ونموها وتطورها، وترغب كثير من الدول في الحصول على مصادر الطاقة وغالبا ما يكون تمدد نفوذ الدول في المناطق الغنية بهذه الموارد المختلفة ومن هذه المناطق منطقة شرق البحر المتوسط والذي تعدها تركيا من الدول التي تبحث عن مصادر للطاقة، إذ تستورد 95 % من مصادر الطاقة وقد وجدت ضالتها في شرق المتوسط ، فضلا عن الدوافع التاريخية والدينية والأمنية والثقافية .
بينت الدراسة أن منطقة شرق المتوسط تحظى بأهمية جيوسياسية وجيو استراتيجية كبيرة وهي تستمد مكانتها من – كونها جزءا من إقليم المتوسط الكبير الذي يعد منطقة ذات أبعاد حيوية في شتى المجالات وهذا ما جعل هذه المنطقة تحظى باهتمام الدول الكبرى التي ترغب في السيطرة عليها وتعزيز مصالحها.


