كلية التربية للعلوم الانسانية تعقد ندوة في أهمية الصحة النفسية لطلبة الجامعة
كلية التربية للعلوم الانسانية تعقد ندوة في أهمية الصحة النفسية لطلبة الجامعة
كتب / اعلام الكلية :
عقد قسم العلوم التربوية والنفسية في كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة ديالى ندوة في أهمية الصحة النفسية لطلبة الجامعة .
وركزت الندوة التي ناقش محاورها الاستاذ الدكتور هيثم الزبيدي على أهمية الصحة النفسية لدى طلبة الجامعة كونها حالة دائمة نسبياً، يكون فيها الفرد متوافقاً نفسياً ( شخصياً و انفعالياً اي مع نفسه و مع بيئته) ، و يشعر فيها بالسعادة مع نفسه ، ومع الاخرين ، و يكون قادراً على تحقيق ذاته استغلال قدراته وامكانياته الى اقصى حد ممكن ، ويكون قادراً على مواجهة مطالب الحياة ، وتكون شخصيته متكاملة سوية ، ويكون سلوكه عادياً ، بحيث يعيش في سلامة وسلام ، والصحة النفسية حالة ايجابية تتضمن التمتع بصحة العقل والجسم ، وليست مجرد غياب او الخلو او البرء من اعراض المرض النفسي .
بينت الندوة ان الصحة النفسية ليست مجرد خلو الفرد من الاعراض الشاذة الصريحة ، العنيفة أو الخفيفة، و التي تبدو في صورة وساوس أو هلاوس أو توهمات أو مخاوف شاذة ، أو في صورة عجز ظاهرة عن معاملة الناس او ضبط النفس .. بل انها حالة تتميز الى جانب هذه العلامات السلبية بأخرى ايجابية ، موضوعية و ذاتية : موضوعية اي يمكن ان يلاحظها الاخرون ، و ذاتية اي لا يشعر به الا الفرد نفسه ، ومن هذه العلامات التوافق الاجتماعي، والتوافق الذاتي، وارتفاع رصيد الاحباط ، والشعور بالرضا و السعادة ، والانتاج الملائم ،الجهود البناءة .
وأوضحت الندوة ان معظم علماء النفس يتفقون على الخصائص معينة لحالة الصحة النفسية الجيدة مع الاخذ بنظر الاعتبار بأن هذه الخصائص لا تضع حداً فاصلاً في التمييز بين الصحة العقلية و المرض العقلي (Rentaly ill) ، و لكنها تمثل سمات يمتلكها الشخص السوي بدرجة كبيرة عن الفرد المشخص ليس سوياً ، ومن هذه السمات إدراك جيد للواقع ، إذ يكون الافراد الاسوياء واقعيين في تقدير استجاباتهم " ردود افعالهم " و قدراتهم في تفسير ما يجري من حولهم في العالم المحيط بهم ، ولا يسيئون ، في الغالب ، ادراك ما يقوله الاخرون وما يفعلونه ، ومعرفة الذات إذ يمتلك الافراد المتكيفون جيداً دراية مقبولة بدوافعهم و مشاعرهم، اكثر من الافراد المشخصين مرضى عقلياً ، و هم لا يخفون مشاعرهم المهمة و دوافعهم عن انفسهم ، بالرغم من اننا ، بوصفنا اسوياء ، لا نستطيع فهم مشاعرنا و تصرفاتنا بشكل كامل .
وأكدت الندوة ان من خصائص الصحة النفسية القدرة على ممارسة سيطرة اختيارية على السلوك ، وتقدير الذات وقبولها يمتلك الافراد المتكيفون جيداً تثميناً لذواتهم ، و يشعرون بانهم مقبولون ممن حولهم ، و مرتاحون لوجودهم مع الاخرين . و هم يتصرفون بعفوية في المواقف الاجتماعية ، و لا يشعرون بانهم ملزمون للخضوع في آرائهم للآخرين ، والقدرة على تكوين علاقات صحيحة ، إذ يكون الافراد الاسوياء قادرين على اقامة علاقات مودة و صداقة مع الاخرين، و لديهم حساسية بمشاعر الاخرين ، و هم لا يفرضون مطالبهم على الاخرين لإرضاء حاجاتهم الخاصة . فيما يكون الافراد المضطربون عقلياً قلقين و منشغلين في حماية انفسهم ، والانتاجية حيث يكون الافراد المتكيفون جيداً قادرين على توظيف قدراتهم في نشاط منتج ومتحمسين بخصوص الحياة و ليسوا بحجة الى دفع انفسهم لإشباع متطلبات اليوم الحاضر ، فيما يكون النقص المزمن في الطاقة، و الاحساس المفرط بالتعب اعراضاً للتوتر النفسي الناجمة عن مشاكل غير محلولة.