
كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش التَّأليفُ المعجميُّ حول القاموسِ المحيطِ للفيروزآباديّ (ت817ه) في التراثِ الّلغويِّ العربيِّ
كتب/اعلام الكلية:ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية في جامعة ديالى اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (التَّأليفُ المعجميُّ حول القاموسِ المحيطِ للفيروزآباديّ (ت817ه) في التراثِ الّلغويِّ العربيِّ) .هدفت الدراسة التي قدمها الطالب محمد كاظم محمد واشرف عليها الاستاذ الدكتور المتمرس مكي نومان مظلوم الى التعرف على التَّأليفُ المعجميُّ حول القاموسِ المحيطِ للفيروزآباديّ (ت817ه) في التراثِ الّلغويِّ العربيِّ .بينت الدراسة ان القاموس المحيط للفيروزآباديّ (817ه) يعد من أشهر المعجمات العربية التي بعثت النشاط في محيط التأليف اللغويّ والمعجميّ، فقد حَظِيَ- بعد تأليفه- بعنايةٍ كبيرةٍ من اللغويّين، فأقاموا عليه مؤلَّفات كثيرةٍ، عُنيت بشرح خطبته التي تضمّنتْ أسبابَ تأليفه القاموس، واصطلاحاته التي اتّخذها منهجًا لصنيع معجمه، وشرح مادته، ونقده، والاستدراك عليه، واختصاره، واختيار موضوعات منه في مؤلَّفات مستقلة، اذ بدأت الحركة المعجميّة على القاموس المحيط في مستهل القرن العاشر الهجريّ، واتّسعت كثيرًا في القرن الحادي عشر الهجريّ بعددٍ كبيرٍ من المؤلّفات، وبلغت ذروتها في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجريّين، وذلك عندما ألَّف ابن الطيّب الفاسيّ(1170ه) كتابه (إضاءة الراموس وإفاضة الناموس على إضاءة القاموس) في مجلداتٍ كبيرةٍ كانت نواة لكتاب ضخم موسوعيّ آخر، وهو (تاج العروس من جواهر القاموس) لمؤلِّفه السيد مرتضى الزَّبيديّ(1205ه)، بيد أنَّها كَثرت في القرن الرابع عشر الهجريّ، عندما ألَّف أحمد فارس الشدياق(1305ه) كتابه (الجاسوس على القاموس)، وأحمد تيمور(1348ه) في كتابه (تصحيح القاموس المحيط). توصلت الدراسة إلى انَ التَّأليفُ المعجميُّ للقاموسِ المحيطِ للفيروزآباديّ قد أحدث تأليفُ القاموس المحيط في القرن الثامن الهجريّ حِراكًا كبيرًا في التأليف المعجميّ، وبعثَ النشاطَ في الدراسات المعجمية، فتصدّى له رجالات اللغة بين قادح ومادح، من خلال وضع مؤلَّفاتٍ كثيرةٍ تُعنى بالقاموس، وأسهمت هذه الحركة المعجميّة فيما بعد بتطوير المعجم العربيّ وتجديده وتطويره، وعلى وجه الخصوص في معجمات القرن الرابع عشر الهجريّ وما تلاه، اذ اتّضح أنَّ دواعي تأليف القاموس المحيط التي ذكرها الفيروزآباديّ في خطبته في الرّد على صاحب الصحاح، وتوهيمه في ألفاظ اللغة، وتخطئته في عددٍ من الألفاظ ، والاستدراك عليه ونقده- قد حرَّكت أقلام اللغويّين في الدِّفاع عن الجوهريّ ممّا ذكره الفيروزآباديّ، وردّوا عليه في كلِّ ما ادّعاه في توهيم الجوهريّ، فضلاً عن محاولتهم في رسم صورةً مشوَّهةً للقاموس المحيط في مؤلَّفاتهم الناقدة له. وتأتي هذه الدراسة انسجاماً مع احد الاهداف السبعة عشر وهو (التعليم الجيد) الذي يؤكد على أهمية توفير التعليم العالي المتميز ودعم البحث العلمي .







