
كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش البحث النحوي في البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي (ت745هـ) عند الدارسين العراقيين
كتب/اعلام الكلية:ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية في جامعة ديالى اطروحة الدكتوراه في اللغة العربية، تخصص لغة والموسومة بـ (البحث النحوي في البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي (ت745هـ) عند الدارسين العراقيين).هدفت الدراسة التي قدمها الطالب يحيى عباس محمد، واشرف عليها الاستاذ الدكتور ابراهيم رحمن حميد، الى إظهار الجهد النحوي الذي سعى الباحثون العراقيون إلى إبرازه، والتدليل عليه، وجعله سمة مميزة لإبداع أبي حيان الأندلسي في ضوء المنهج الوصف التحليلي، الذي يقوم على تقويم هذه الجهود، وبيان تفاوت الباحثين في دراسة الظواهر النحوية في تفسير (البحر والمحيط)، والوقوف على المشكلات التي أثارتها هذه الدراسات .أوضحت الدراسة ومن خلال ما درسه الباحثون العراقيون أنَّ أبا حيان يكاد يكون قد جمع كل علوم العربية، وما يحتاجه المفسر في تفسيره مما جعل تفسيره محط أنظار الدارسين، اذ بذل الباحثون العراقيون جهدًا مباركًا في رصد أغلب الظواهر النحوية التي جاءت في (البحر المحيط)، كما أفاد باحثونا بعضهم من بعض في مباحث الدرس النحوي، فضلا عن ذلك أنَّ هذه الدراسات تشترك في أسس، وهذه الأسس هي حصيلة التأثر والتأثير بين الباحثين؛ كما أنَّ هناك تفاوتا كبيرا بين الباحثين في عرض الموضوعات النحوية التي تناولوها بالدراسة، فاتفق الباحثون أنَّ أبا حيان عوَّل كثيرا على أدلة الصناعة النحوية من خلال النصوص القرآنية وغيرها، وكانت جهوده بارزة في الاعتماد على السماع، والقياس، وأما الاجماع والتعليل فلم يرد عنه إلا في مواضع معدودة .بينت الدراسة ان الباحثين العراقيين اتفقوا على أنَّ أبا حيان يحمل كلام الله _جل شأنه_ على القواعد العامة المتفق عليها عند جمهور النحويين، ولا يميل إلى حمله على قواعد أو آراء قال بها أشخاص، وأنه كان يعتد بالمسموع من كلام العرب شعره ونثره، و كان يأخذ بالقياس، فهو لا يقيس على ما لم يرد به سماع، كما أولى الباحثون عناية فائقة بالقراءات القرآنية، وهذه العناية متأتية من اهتمام أبي حيان نفسه بهذا المورد المهم من موارد السماع، كما كان يستشهد بالحديث الشريف بكثرة في اللغة، وأما في النحو فكان مقلًا، وفي هذا رد على القائلين الذين زعموا أَّن أبا حيان منع الاستشهاد بالحديث الشريف مطلقا، اما فيما يتعلق بالردود النحوية فإنَّ أبا حيان ردَّ على كثير من العلماء في تفسيره، وكان أشهر من ردَّ عليهم الزمخشري صاحب تفسير (الكشاف)، وابن عطية صاحب (المحرر الوجيز)، والعكبري صاحب (التبيان)، كما اتفق باحثونا أيضا على أنَّ أبا حيان يبتعد عن التأويل والحذف، ويفضل قلة الحذف على كثرته، ويرجح الوجه الذي فيه حذف قليل على الوجه الذي فيه حذف كثير.تأتي الدراسة انسجامًا مع احد الأهداف السبعة عشر وهو ( التعليم الجيد) الذي يؤكد على أهمية توفير التعليم العالي المتميز ودعم البحث العلمي.












