
كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش التوازي البديعي في شعر صعاليك العصر الجاهلي
كتب/إعلام الكلية:ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية ، بجامعة ديالى، رسالة الماجستير في اللغة العربية تخصص “الأدب”، والموسومة بـ (التوازي البديعي في شعر صعاليك العصر الجاهلي) .هدفت الدراسة التي قدمها الطالب، طه كاظم عليوي، وأشرف عليها الاستاذ الدكتور جاسم محمد حسين، الى رصد مظاهر التوازي البديعي في شعر الصعاليك، وتحليلها ضمن السياق الشعري، من منظور بلاغي دقيق يكشف عن أنماطها ووظائفها الجمالية، وإبراز القيمة الفنية لهذا النتاج المهم، إذ تم الاعتماد في الدراسة على نماذج مختارة من أشعار أبرز شعراء الصعلكة مثل: تأبط شرا والشنفرى و السليك بن السلكة و عروة بن الورد، وغيرهم من الشعراء المغمورين .توصلت الدراسة الى أنّ مصطلح “التوازي” حديث من حيث الاصطلاح، إلا أن جوهره البلاغي حاضر في التراث العربي القديم من خلال مفاهيم كـ ”الطباق” و” المقابلة ” و” الموازنة ”، وأن التوازي – بصيغتيه الشكلية والدلالية – كان محلّ اهتمام لدى المحدثين، كما أن الصعلكة لم تكن تمردًا اجتماعيًا فحسب، بل شكّلت رؤية فكرية وأخلاقية متكاملة انعكست بجلاء على بنية الشعر الصعلوكي ومضامينه، فبرز الطباق – بنوعيه الإيجابي والسلبي – بوصفه من أبرز أنماط التوازي البديعي، فتكرّر الطباق المجازي بشكل ملحوظ في شعر الصعاليك، لا سيّما في تصوير الفقر والتحدي، كما أظهر التوازي الرمزي في شعر بعض الصعاليك – ولا سيما الشنفرى – بعدًا أسطوريًا يُجسّد انتماءً للطبيعة وقواها، مما أضفى على النص أفقًا تأويليًا مفتوحًا، كما أن البيئة الجغرافية الصحراوية دخلت في نسق توازني بصري/لغوي متكرّر، شكّل نوعًا من الانسجام البلاغي والصوري داخل النصوص.أوصت الدراسة بأهمية إظهار تطبيقات تكشف عن مظاهر التوازي البديعي في الشعر العربي في مراحله اللاحقة، بهدف رصد تطور الظاهرة وتحولاتها الأسلوبية والفكرية، وكذلك اقتراح إعداد معجم خاص بأنماط التوازي في الشعر الجاهلي، يُوثّق المصطلحات البلاغية ويُيسّر سبل التحليل الأسلوبي للباحثين وتشجيع الدراسات التي تُعنى بالعلاقة بين الإيقاع الشعري والتوازي البديعي، وبيان أثرهما في تشكيل دلالة النص، وفاعليته.وتأتي هذه الدراسة انسجاماً مع احدى الاهداف السبعة عشر وهو التعليم الجيد الذي يؤكد على اهمية توفير التعليم العالي المتميز ودعم البحث العلمي.













