
كلية التربية للعلوم الإنسانية تعقد ندوة في الإمام الحسين (عليه السلام) رسالة الإسلام ومنهج الإنسانية
كتب /إعلام الكلية :
برعاية السيد رئيس جامعة ديالى الأستاذ الدكتور عبد المنعم عباس كريم، وبإشراف السيد عميد كلية التربية للعلوم الإنسانية الأستاذ الدكتور نصيف جاسم محمد الخفاجي، وضمن فعاليات الموسم الرابع لأسبوع (الإمام الحسين عليه السلام رمز وحدتنا)، عقد قسم الجغرافية في كليتنا ندوة بعنوان الإمام الحسين (عليه السلام) رسالة الإسلام ومنهج الإنسانية.
أكدت الندوة التي ناقش محاورها الأستاذ المساعد الدكتور وسام وهيب مهدي، إن الإنسانية هي رسالة الإسلام وجميع الأديان السّماويّة، لأنّها ركّزت على قيمة الإنسان وعلى بنائه وإصلاحه كي يكون إنسانا بالمعنى العميق للكلمة، ولا يتخلّى عن إنسانيّته. ورسالة الإنسانيّة نعيشها روحا وعقلا وفكرا في رسالة النّبي محمد صلى الله عليه واله وسلم، كما أرادها الله تعالى لنا، وهي العيش بوحدة بالرّغم من اختلافنا وتنوّعنا، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم{ إنَّ هذِهِ أمَّتُكُمْ أمْةً واحدةً وأَنا رَبُّكُمْ فاعْبُدونِ} [ سورة الأنبياء، الآية : ٩٢].
وضحت الندوة إن الحسين عليه السّلام هو قطعة من رسول الله وخطّ مكمّل لرسالته، ونموذج في هذه الوحدة، فهو إمام الإنسانيّة الذي يجمع كلّ المسلمين على محبّته وتعظيمه ومعرفة فضله.
إنّ المسلمين كلّهم يرون بأنّ “الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة”، ويرون جميعا كلمة رسول الله ” حُسينٌ منّي وأنا من حُسين، أحبَّ اللهُ من أحبَّ حسينا”.
وأهميّة الوحدة الإنسانيّة ظهرت من خلال شعارات الإمام الحسين التي أطلقها، والتي يدعو فيها إلى ترسيخ قيم إنسانيّة فاضلة وسامية كالمحبّة والرّحمة والعدل والمساواة، فقد كان القدوة والمعلّم في مسيرة الخير والتّنمية والدّعوة لمعاني الشّرف والبطولة والفداء وحقوق الإنسان، بالعيش بأمن وأمان والتمتّع بحريّة الفكر والعقيدة وإبداء الرّأي، من أجل حياة كريمة أفضل للإنسان، ومن أجل حفظ الممتلكات الإنسانيّة، بعيدا عن الذلّ والهوان، فشخصيّة الإمام الحسين عليه السلام هي بحدّ ذاتها نهضة إنسانيّة بجميع أهدافها وأبعادها، شخصيّة مليئة بالمواقف الإنسانيّة، و كان يُحْسن إلى الخصوم ويتعامل معهم بكلّ إنسانيّة، وكان رحيما بأعدائه فقد أسقى من وقع منهم بالأسر في معركة كربلاء وأسقى خيولهم لأنها كانت عطشى .
بينت الندوة إن الإمام الحسين عليه السلام هو نهضة عالميّة تصحيحيّة خالدة لكلّ الأجيال ولكلّ الفئات، وليست لبقعة جغرافيّة محدّدة أو لفئة محدّدة من النّاس، وقضيّة الإمام الحسين عليه السلام هي قضيّة الإنسان، وقضيّة الأنبياء والرّسل، وثورة الإمام الحسين التي استشهد من أجلها هي حدث متجدّد في تاريخ الإنسانيّة، التي تضمن مبدأ كرامة الإنسان، ومنحه حق المطالبة بحقوقه، فثورته لم تكن لجمع المال والبحث عن الجاه والترف، بل كانت للشّعور بالمسؤوليّة تجاه الدّين والحقّ والإنسان، والخوف على مصير الأمّة ووحدتها، ثورته وشهادته كانت بهدف الإصلاح و وأد الفتنة، وضدّ الفساد والطّغيان، ولتنقية الرسالة الإلهية من الشّوائب وتقويم الاعوجاج، واستئصال الحكم الظّالم كي تعلو كلمة الحقّ وتعيش الأمّة معزّزة مكرّمة، وينتشر الخير في سائر أرجاء الأرض، لأجل كلّ هذا قامت ثورة الحسين واستشهد من أجلها، كما قال الإمام الحسين عليه السلام ” إنّي لم أخرج أَشِرا ولا بَطرا ولا مُفْسِدا، ولا ظالما، وإنّما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمّة جدّي، أريدُ أن آمُرَ بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيْر جدّي وأبي عليّ بن أبي طالب”.
فلنتأمّل ونتفكّر جيدا في معاني هذه الثورة وهذا الاستشهاد كي نفهم الحقائق الحسينيّة، ونطبّقها في حياتنا.


