
كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش الجواز الصوتيّ في الدرس اللُّغويّ
كتب/إعلام الكلية:ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية ، بجامعة ديالى رسالة الماجستير في اللغة العربية ، تخصص اللغة والموسومة بـ (الجواز الصوتيّ في الدرس اللُّغويّ ).هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة، ايلاف صبحي رشيد، وأشرف عليها الاستاذ الدكتور محمد بشير حسن، الى تسليط الضوء على الجواز في الدراسة الصوتيّة؛ لِأَنَّهُ من الأفكار الخصبة التي لم تدرس سابقًا بمثل هذا الطرح والشموليّة التي تؤسس لفكرة الجواز، وتمهد له، وتظهره للقارئ ضمن موضوعات التفكير اللُّغويّ من منظور علم اللُّغة الحديث. اوضحت الدراسة وجود مجموعة من الألفاظ والتعبيرات الدالّة على مفهوم الجواز في الدرس الصوتيّ، من بينها: ألفاظ (الحسن)، و(الرخصة)، و(المباح)، وكشف عن الفروق الدقيقة بين معانيها، ودلالاتها المؤدية للجواز، واتَّضح أَنَّ الجواز قد يأتي بوصفهِ أصلًا مؤسسًا في القاعدة التي تسمح بتعدد الوجوه النطقيّة، أو قد يكون فرعًا استثنائيًا من قاعدة عامّة تنصّ على الوجوب أو المنع، و أَنَّ الجواز الصوتي المؤصل للقاعدة كثيرًا ما يُفرد كقسم مستقل بنفسه، كالمدّ الجائز، والإدغام الجائز، كما كشفت الدراسة عن وجود علاقة دقيقة بين الجواز والإمكانيّة النطقيّة؛ و أَنَّ ميل اللُّغة نحو التخفيف والتيسير يُعَدُّ مصدرًا رئيسًا لنشوء الجواز؛ فاللُّغة بوصفها ظاهرةً منطوقةً تميل بطبيعتها إِلى الاقتصاد في الجهد، بعد البحث عن خيارات نطقيّة بديلة، كما أكدت الدراسة الأثر الكبير لعلماء التجويد في الدرس الصوتيّ؛ فقد كانَ لهم أثر بارز في دراسة الأصوات، وتحليلها بدقة، والوقوف على مخارجها وصفاتها .كشفت الدراسة أَنَّ ما يُعَدُّ ضرورة شعريّة، ليس مجرّد خروج اضطراري من القاعدة؛ بل هو في الحقيقة جواز خاص بالشعر؛ لِأَنَّ الشعر بما يملكه من خصوصيّة في الوزن والإيقاع؛ يفتح مجالًا أمام استعمالات لغويّة وصوتيّة كثيرة، لا تكون مسموحة في لغة النثر، فَيُعَدُّ جوازًا مقيّدًا في الشعر؛ وإِنَّ الجواز الصوتيّ بوصفهِ حكمًا لا يتصف بالثبات المطلق؛ فقد تتغيّر بعض القواعد فيه على وفق الحقائق الصوتيّة التي تظهر بصورة مستمرة مع التقدّم العلميّ، وإِنَّ توظيف الجواز الصوتيّ يعني إتاحة عدد من الأوجه أمام المتكلّم مراعاةً للجانب الصوتيّ من جهة، والالتزام بالقاعدة الموضوعة من جهة أُخرى؛ فقد يؤدي الاستعمال اللُّغويّ أثرًا أساسيًّا في توجيه أحكام الجواز والوجوب؛ بل حتى نشوء جوازات جديدة؛ فبعض الاستعمالات يتغيّر حكمها تبعًا لطبيعتها من حيث الكثرة أو القلة، و أَنَّ حكم الجواز لا يأتي مُصرحًا به دائمًا، فقد يُفهم عن طريق السياق اللُّغويّ المُعبّر عنهُ، أو من مبدأ تعدد الاستعمالات المتاحة المسموح بها، والتي تكون مؤشرًا على الجواز.وتأتي هذه الدراسة انسجاماً مع احدى الاهداف السبعة عشر وهو التعليم الجيد الذي يؤكد على اهمية توفير التعليم العالي المتميز ودعم البحث العلمي .










